#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبي_بكر_وعمر
#الحلقة_السابعة_والعشرون
#حروب_الردة
#انتصار_المسلمين_في_معركة_اليمامة
شوفنا المرة إللي فاتت إزاي استطاع البراء بن مالك رضي الله عنه بعون من الله إنه يفتح حصن الحديقة، وإزاي استطاع وحشي بن حرب وأبو دجانة الأنصاري قتل مسيلمة الكذاب👌
بعد مقتل مسيلمة الكذاب؛ ضعفت نفوس المرتدين، ومبقاش عندهم عزيمة على القتال وبدأت الهزيمة تحل بالجيش وخصوصا بعد ما المسلمين قتلوا منهم أعداد كبيرة جدا لدرجة إن حصن الحديقة من كثرة ما وقع فيه من قتل عُرف بعد كده بِاسْم حديقة الموت،
فهم قتلوا حوالي من عشرة آلاف لعشرين ألف بحسب الروايات المختلفة،
فرأى جيش مسيلمة الكذاب إن مفيش فائدة من القتال فأعلنوا استسلامهم، وانتهت فتنة المرتدين في اليمامة،
لكن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان من سياسته إنه لا يترك وراءه أي ثغرة ممكن تؤدي لأي مشكلة بعدين، فكان يظل يقاتل حتى يبلغ أقصى درجة من النصر👌
فبعد انتهاء معركة اليمامة أرسل الخيول عشان يستكشفوا الأماكن إللي حولهم، فجاءوا بما وجدوا من مال ونساء وصبيان، فضمهم خالد إلى العسكر،
ثم نادى على المسلمين بالرحيل لباقي الحصون لقتال ما بقي من أتباع مسيلمة من المرتدين من بني حنيفة وبالتالي لا تقوم لهم قائمة أبدا بعد كده يعني مش هيقدروا يعملوا أي حاجة تهدد المسلمين تاني أبدا،
لكن قبل ما يتحرك خالد بالجيش جاءه مُجاعة بن مرارة وهو سيد من سادة بني حنيفة إللي كان أسير قبل كده فاكرينه🤔
جاء لخالد وقال له:
"والله ما جاءك إلا سُرعان الناس، وإن الحصون لمملوءة رجالًا؛ فهل لك إلى الصلح على ما ورائي؟"
《تاريخ الطبري》
يعني بيقول له إن الجيش إللي قاتله ده حاجة بسيطة بالنسبة للموجودين في باقي الحصون، فالحصون مليئة بالرجال المقاتلين،
فإيه رأيك نعمل صلح ونخلص الموضوع🤔
ففكر خالد ونظر إلى جيشه فرأى إن الجيش بتاعه تعب من القتال، اثنا عشر ألف مقابل أربعين ألف على أقل تقدير قتالهم مكنش سهل، وكمان كثير من كبار الصحابة قُتلوا زي ما هنشوف بعدين إن شاء الله وكذلك عدد كبير من حفظة القرآن قتلوا،
فلو فعلا مجاعة صادق في كلامه فكده ممكن يتم القضاء على جيش المسلمين كله😕
فرأى خالد إن من الخير أن يُصالح مُجاعة بن مرارة👌
فاتفقوا على أن يحتفظ المسلمون بالغنائم إللي أخذوها ما عدا نصف السبي،
يعني النساء والأطفال إللي المسلمين أخذوهم سبي يرجعوا نصفهم،
بعد كده طلب مجاعة من خالد إنه يرجع لقومه عشان يعرض عليهم الاتفاق ده،
فلما رجع قال للنساء إنهن يلبسن دروع الحديد وبعد كده يُشرفن على الحصون، يعني يقفوا كده جنب بعض عند أسوار الحصون بحيث لما يشوفهم خالد من بعيد يظن إنهم رجال مستعدين للقتال،
فلما رآهن خالد فأيقن أن مجاعة لم يكذب عليه،
بعد شوية رجع مجاعة لخالد رضي الله عنه وقال له إن قومه لم يقبلوا بشروط الصلح🤷
فتنازل خالد رضي الله عنه عن نصف السبي إللي كان معاه، وبكده هيرجع ثلاثة أرباع السبي إللي أخذه من بني حنيفة، ويتبقى مع المسلمين ربع السبي غنائم، فتم الصلح وانتهى الموضوع،
لكن لما فُتحت الحصون لم يجد خالد إلا النساء والصبيان وكبار السن ورجال ضعفاء😳
فنظر خالد إلى مجاعة وغضبان وقال له: وَيْحك! خدعتني!😡
فأجاب مُجاعة بكل هدوء واطمئنان:
هم قومي، ولم أستطع إلا ما صنعت😌
يعني دول أهلي وعشيرتي كان لازم أعمل لمصلحتهم👌
فأُعجب خالد بصدق انتماء مجاعة لقومه وحرصه على مصلحتهم فأتم الصلح وعفى عن مجاعة،
في الوقت ده تحديدا جاءت رسالة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه يأمر فيها خالد بأن يقتل كل واحد قادر على القتال من بني حنيفة،
لكن خالد كان خلاص عقد معاهم صلح ومينفعش يرجع في كلامه وخصوصا إن رسول الله ﷺ قال:
"ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ واحِدَةٌ، يَسْعَى بهَا أدْنَاهُمْ"
《صحيح البخاري》
يعني لو واحد من جيش المسلمين أعطى الأمان للعدو؛ تمشي كلمته على كل المسلمين ولا يجوز لهم إنهم ينقضوا عهده بالأمان،
فأبو بكر مكنش يعرف إن خالد كان عاهد بني حنيفة وأعطاهم الأمان،
فلما جاءت رسالته لخالد لم ينفذ خالد ما جاء فيها👌
بعد كده تجمع بنو حنيفة وأعلنوا براءتهم من الردة وبايعوا خالد على الإسلام، وأرسل خالد وفد من بني حنيفة لأبي بكر في المدينة عشان يعلنوا إسلامهم ويخبروه برجوع بني حنيفة للإسلام👌
☆ممكن حد يسأل ويقول: كيف رضي خالد عن مجاعة وتركه بعد ما خدعه، والمعروف عن خالد إنه شديد ولا يرضى بمثل هذا🤔
الظروف المحيطة بالأحداث هي إللي جعلت خالد رضي الله عنه أقرب لعفوه عن مجاعة من إنه ينتقم منه على خداعه💁
يعني انتصار المسلمين وقتل عدد كبير جدا من المرتدين والغنائم إللي أخذها المسلمون من ذهب وفضة وسلاح وربع السبي،
وكذلك رجوع بني حنيفة للإسلام وخضوعهم لخلافة المسلمين بقيادة أبي بكر،
كل ده أدى إلى إن خالد يعفو عن خداع مُجاعة له👌
وبكده انتهت معركة اليمامة بانتصار المسلمين انتصارا ساحقا👌