#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبي_بكر_وعمر
#الحلقة_السادسة_والعشرون
#حروب_الردة
#اقتحام_حصن_الحديقة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن هجوم المسلمين الشديد على جيش مسيلمة إللي اضطرهم إلى دخول حصن الحديقة إللي كانت منيعة وأسوراها عالية،
دلوقتي جيش مسيلمة داخل الحصن وقافلين عليهم الباب وجيش المسلمين واقفين خارج الحصن مش عارفين يعملوا إيه😕
فهنا يظهر بطل من أبطال المسلمين ويقول للمسلمين على حل عجيب أو فكرة عجيبة من أعجب ما يمكن اقتراحه في موقف زي ده،
إللي هيسمع الفكرة دي هيقول إنها فكرة جنونية أو فكرة انتحارية أو فكرة متهورة😅
لكن فكرته دي كانت فكرة بطولية لا تخرج إلا من بطل من أبطال المسلمين عامة وأبطال الصحابة خاصة👌
البطل ده هو《البراء بن مالك》رضي الله عنه صاحب الصوت النديّ الجميل😊
قبل ما نعرف الفكرة بتاعته خلونا نتعرف عليه الأول هو مين💁
♡البراء بن مالك هو أخو أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ،
وأمه الرّميْصاء واسمها مَلِيكة بنت مِلحان، وهي صاحبة أغلى مهر في الإسلام لما تزوجت أبا طلحة الأنصاري،
وهي إللي كانت معاها خنجر في غزوة حنين وثبتت مع رسول الله ﷺ لما الناس فروا من حوله،
وخال البراء هو حرام بن مِلحان إللي استشهد في حادثة بئر معونة،
وعم البراء بن مالك هو أنس بن النضر بطل من أبطال المسلمين في غزوة أحد،
فأنس بن النضر هو القائل للصحابة لما أصابهم اليأس بعد انتشار خبر مقتل رسول الله ﷺ:
قُومُوا فَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ رسول الله ﷺ،
واستمر أنس بن النضر عم البراء بن مالك يقاتل المشركين قتالا شديدا ولم يتراجع برغم الجراح حتى قُتل شهيدا رضي الله عنه وكان يقول وهو في المعركة قبل أن يُقتل:
"واهًا لريحِ الجنَّةِ أجدُها دونَ أحدٍ"《البخاري ومسلم》
يعني هو كان شامم فعلا ريحة الجنة حتى قبل موته رضي الله عنه👌
والبراء بن مالك كان حاضر في غزوة أحد يقاتل فيها، وعايش كل أحداث غزوة أُحد،
وعمة البراء بن مالك هي الرُّبيّع بنت النضر إللي ابنها حارثة استشهد قبل بداية معركة بدر ورسول الله ﷺ بشرها بإن ابنها أصاب الفردوس الأعلى👌
فكده بقى واضح لكم إن البراء رضي الله عنه كان من عائلة كلها أبطال😅
ومش بس كده، ده البراء بن مالك وعمه أنس بن النضر كانوا ممّن لو أقسم على الله لأبرّه👌
قال رسول الله ﷺ عن البراء:
"كم من أشعثَ أغبرَ ذي طِمرينِ لا يُؤبَهُ له لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّه منهم البراءُ بنُ مالكٍ"《أخرجه الترمذي》
¤الأشعثُ: الذي يكونُ شَعرُ رَأسِه مُتفرِّقًا، غَيرَ مَدهونٍ،
زي ما بنقول شعره منكوش😅
¤"أغبَرَ: وهو الذي أصابَه الغُبارُ حتَّى تغيَّرَ ظاهرُ لونِه، يعني شعره مترّب.
¤"ذي طِمْرينِ" الطِّمرُ: هو الثَّوبُ الخَلِقُ البالي، ملابسه قديمة ومقطعة.
فيكون معنى الحديث:
كم من واحد انت لو شوفته ممكن تحتقره ولا تلتفت له ولا تهتم بيه لأن شعره مش متسرح وهايش ومترّب وملابسه قديمة ومقطعة،
لكن هذا الذي تحتقره لو حلف على شيء إنه يحصل وهو واثق ومحسن الظن بالله؛ فإن الله يحقق له قسمه ده، وده بسبب عظم مكانته عند الله👌
والبراء رضي الله عنه شهد مع رسول الله ﷺ كل المعارك ما عدا غزوة بدر، وقَتل في حياته مائة من المشركين بالمبارزة فقط،
فتخيلوا واحد كان في البيئة دي والعائلة دي، تتوقعوا تكون إيه هي الفكرة إللي قالها عشان يفتح حصن الحديقة💁
قال للمسلمين إنهم يحملوه على تِرس على أسنّة رِمَاحِهم ويُلقُوه في الحديقة وهو هيقاتل المرتدين إللي داخل الحديقة وهيفتح لهم الباب والمسلمين بعد كده يدخلوا ويقاتلوا المرتدين😳
التّرس يا جماعة هو إللي المُحارب بيستخدمه للدفاع عن نفسه ضد السيوف والرماح والسهام إللي بيبقى عامل زي غطاء الحلة ده😅
فهو بيقول لهم إنه هيقعد داخل الترس ده وهم يحملوا الترس وهو داخله على رؤوس الرماح ويرموه داخل الحديقة وسط أربعين أو مائة ألف مقاتل وهو هيقاتلهم لحد ما يوصل لباب الحصن ويفتح لهم الباب😶
لأ وبيقولهم بكل ثقة إنه هيفتح لهم الباب عادي جدا😅
متخيلين الشجاعة والإقدام وعدم الخوف من الموت وصل لحد فين في قلب البراء رضي الله عنه😮
وطبعا الإقدام بتاع البراء بن مالك ده هيخلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدين يكتب لأمراء الجيوش ويقول لهم:
لا تستعملوا البراء على جيش فإنه مَهْلَكَة من المَهَالِك😅
يعني محدش يجعل البراء قائد على جيش؛ لأنه لو تولى قيادة جيش، ممكن ياخد قرار يكون سبب في هلاك الجيش كله،
أيوة الشهادة في سبيل الله حلوة وكل حاجة لكن محتاجين الجيش عشان يكمل مسيرته وهدفه،
فلو مات هو لوحده شهيد مش هيكون مشكلة زي ما الجيش كله يُقتل👌
لما المسلمين سمعوا فكرة البراء رفضوا كلامه طبعا، إزاي يعني يقذفوه وسط آلاف من المشركين😅