#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي #سيرة_أبي_بكر_وعمر #الحلقة_الرابعة_والعشرون #حروب_الردة #جيش_خالد_وجيش_مُسيلمة_في_أرض_اليمامة قلنا المرة إللي فاتت إن أبا بكر رضي الله عنه أرسل رسالة لخالد بن الوليد رضي الله عنه وقال له إنه بعد ما يخلص قتال المرتدين في بني أسد وبني تميم يتوجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب وجيشه من بني حنيفة مع جيش عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة، وقلنا إن جيش عكرمة وجيش شرحبيل اتهزموا بسبب إنهم تسرعوا وقاتلوا جيش مسيلمة الكبير وهم كانوا أعدادهم صغيرة، بعد الهزيمة أرسل أبو بكر جيش عكرمة إلى عُمان لمساعدة حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة وشرحنا الأحداث بالتفصيل المرة إللي فاتت👌 وبالنسبة لجيش شرحبيل فهو دلوقتي مستني خالد يأتيه بجيش عشان يتحدوا مع بعض ويقاتلوا المرتدين من بني حنيفة بقيادة مسيلمة الكذاب، خالد رضي الله عنه خلاص خلص مهمته مع بني أسد وبني تميم ومتوجه دلوقتي إلى اليمامة💁 ☆قبل ما نكمل باقي الأحداث في نقطة حابة اتكلم فيها وهي قصة رجل اسمه:《الرجَّال أو الرحَّال بن عُنفُوَة》 أنا كنت اتكلمت عنه قبل كده في السيرة لكن قصته هنا مطلوبة؛ لأن في كتب التاريخ لا يُذكر مسيلمة الكذاب إلا ويُذكر معه الرجَّال بن عُنفُوَة وإن فتنته كانت أشد من فتنة مسيلمة نفسه👌 القصة بتقول إن لما جاء وفد بني حنيفة إللي كان فيهم مسيلمة الكذاب للمدينة للقاء رسول الله ﷺ ومبايعته على الإسلام كان معهم الرجَّال بن عُنفُوَة، وخلال الفترة إللي قعدها بنو حنيفة في المدينة؛ انتهز الرجَّال بن عُنفُوَة الفرصة وقعد يتعلم القرآن ويتفقه في الدين وكان رجل عنده ذكاء وبصيرة، فخلاه رسول الله ﷺ هو إللي يعلم أهل اليمامة الإسلام، ولما رجع مسيلمة لليمامة ادّعى النبوة، وبنو حنيفة إللي كانوا أسلموا؛ ارتدوا واتبعوه، كتب التاريخ زي البداية والنهاية وتاريخ الطبري بتقول إن هناك حديث عن رسول الله ﷺ بيقول إن في مرة رسول الله ﷺ مرّ على مجموعة من الصحابة قاعدين مع بعض كان فيهم أبو هريرة والرجَّال بن عُنفُوَة، فقال لهم رسول الله ﷺ: "إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلاً ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ" فكان أبو هريرة خايف على نفسه وخصوصا إن كل إللي كان قاعدين معاه ماتوا في سبيل الله ماعدا هو والرجَّال بن عُنفُوَة، فالقصة بتقول إن الرجَّال ده لما رجع لليمامة؛ مسيلمة أغراه بالمُلك والمال وطلب منه إنه يقول للناس إن محمد ﷺ قال عن مسيلمة إنه رسول هو كمان، فوافق الرجَّال وارتد هو كمان وفتن الناس وأخبرهم إن رسول الله ﷺ قال إن مسيلمة رسول وأمر الناس باتباعه، وبكده بقى المقصود من الحديث إللي قاله رسول الله ﷺ هو الرجَّال بن عُنفُوَة، لكن يا جماعة الحديث ده أصلا غير صحيح ولا يثبت عن رسول الله ﷺ 🙅‍♂️❌ وقصة ارتداد الرجَّال بن عُنفُوَة عن الإسلام لم تأتِ بطريق صحيح، يعني كل الروايات إللي جاءت فيها قصة ارتداد الرجَّال بن عُنفُوَة هي روايات غير صحيحة باطلة، فمينفعش الاستشهاد بيها 👌 وهتلاقوا في التعليقات روابط لتفصيل المسألة للمهتمين بعلم الحديث👇 وطبعا الحديث إللي قلناه من شوية ده غير الحديث الصحيح إللي قاله أبو هريرة رضي الله عنه عن وصف الكافر في النار👌 الحديث الصحيح بيقول: "إن الرجل من أهل النار ليعظُم للنار، حتى يكون الضّرس من أضراسه كأحد"《رواه أحمد》 يعني الكفار لما يدخلوا النار مش هيبقوا زي ما هم كده ده هيبقى حجم جسمهم كبير جدا لدرجة إن حجم ضرس الواحد فيهم مثل جبل أحد كده والعياذ بالله، واحنا اتكلمنا عن الموضوع ده بالتفصيل في حلقات الدار الآخرة👌 فخُلاصة الكلام إن مفيش أي دليل صحيح يدل على ارتداد الصحابي الرجَّال بن عُنفُوَة وإن كانت قصة ارتداده منتشرة ومشهورة في كتب التاريخ👌 هنرجع بقى لخالد رضي الله عنه ونشوف تجهيزاته لقتال مسيلمة💁 لأن خالد رضي الله عنه كان عظيم الخبرة في الحرب وعنده نظرة حربية ثاقبة؛ فهو أرسل العيون لينقلوا له الأخبار ويستكشفوا له الطريق عشان يكون عارف أخبار عدوه ويعرف هيقاتل إزاي👌 كان من ضمن العيون إللي أرسلها خالد فرقة من ستين رجلا، وهم بيستطلعوا الأخبار وجدوا في طريقهم مجموعة من بني حنيفة كانوا خرجوا من اليمامة للثأر من ناس كانوا قتلوا منهم رجل، فأخذتهم الفرقة دي أسرى بدون ما يقتلوا منهم أحد ورجعوا لخالد رضي الله عنه، سأل خالد المجموعة دي من بني حنيفة بيقولوا إيه عن مسيلمة وهل يتبعوه ولّا لأ، فردوا وقالوا: منكم نبي ومنا نبي. يعني هم مصممين إنهم يتبعوا مسيلمة الكذاب وثابتين على ردتهم وبيقولوا عليه إنه نبي، وده طبعا كفر، ولم يرضوا إنهم يرجعوا عن الردة بتاعتهم على الرغم من أسرهم وإحاطة جيش خالد بهم😬