#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_التاسعة_عشرة
#رسالة_أبي_بكر_للمرتدين_ولقادة_الجيوش
اتكلمنا قبل كده عن ارتداد العرب وقلنا إن أبا بكر رضي الله عنهم قرر قتالهم، وقلنا أسباب القرار ده،
وقلنا كمان إن قتال المرتدين كان اتأجل بسبب إخراج جيش أسامة رضي الله عنه،
دلوقتي استقرت الأوضاع داخل المدينة وما حولها بعد ما قام أبو بكر رضي الله عنه بتأمين ما حول المدينة،
وبعد مدة أربعين يوم لحوالي شهرين على اختلاف الروايات من خروج جيش أسامة رضي الله عنه؛ رجع الجيش منتصرا غانما،
وكان سبب في عدم ارتداد القبائل إللي مر عليها زي ما قلنا قبل كده👌
بعد ما رجع الجيش بدأ التجهيز لقتال المرتدين، فالأول أمر أبو بكر رضي الله عنه الجيش بالراحة عشان يتجهزوا لقتال المرتدين بعدين،
في نفس وقت راحة الجيش تجهز أبو بكر وخرج مع حامية المدينة إللي كانوا معاه قبل كده لما قاتلوا المرتدين إللي هجموا على المدينة،
خرجوا جميعا باتجاه النعمان بن مقرّن إللي كان موجود في منطقة 《ذي القصة》، عشان يجمع جيش ويقاتل المرتدين،
طبعا الصحابة كانوا خايفين على أبي بكر إنه يموت وقالوا له بلاش إنه يخرج بنفسه،
فأصر أبو بكر على الخروج بنفسه واجتمع مع النعمان بن مقرن والمقاتلين إللي معاه وتوجه لمكان اسمه《الرَبَذة》وهي تبعُد عن المدينة حوالي 170 كيلو متر،
وهناك قاتل مَن تجمع فيها من المرتدين وهزمهم فهربوا وتفرق شملهم،
وأقسم أبو بكر رضي الله عنه إنه هيقتل كل إللي يتجرأ منهم على قتل مسلم إذا وصلت إليه جيوشه قبل أن يعود إلى الإسلام؛
عشان يكون عبرة لأي واحد يفكر إنه يعتدي على المسلمين👌
فجاءت رسلُ القبائل المحيطة بالربذة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تُقر له بما أوجبه الإسلام من صلاة وزكاة و...و.. إلى آخر أركان الإسلام وواجباته،
وبعدها رجع أبو بكر إلى المدينة وكان جيش أسامة ارتاح وبدأ يتجهز للخروج لقتال المرتدين،
وانضم إلى الجيش ده المزيد من إللي عايزين يجاهدوا في سبيل الله.《البداية والنهاية الجزء(6)》
جيوش المسلمين إللي خرجت لقتال المرتدين كانوا أحد عشر جيشا، هم لم يخرجوا في نفس اليوم مثلا، لكن خرجوا في أوقات متقاربة،
يعني كان أول ما يتجمع جيش كان يأمره أبو بكر للخروج لمنطقة معينة وهكذا لحد ما أخرج الأحد عشر جيشا،
يعني مثلا النهاردة يخرج جيش وبعدها بكم يوم يقوم مخرج جيش تاني وهكذا،
وهنلاقي إن أعداد الجيوش إللي خرجت دي لم تكن أعداد كبيرة،
يعني كانت الأعداد من حوالي ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص،
لكن مع ذلك كانت نتائج قتال الأعداد دي كبيرة جدا زي ما هنشوف إن شاء الله👌
وعشان تبقوا عارفين موضوع حروب الردة كان صعب مكنش سهل خالص، ليه 🤔
¤أولا الظروف إللي الصحابة بيقاتلوا فيها ظروف صعبة، فالمعارك دي تعتبر أول معارك يخرجوا لها من غير ما يكون رسول الله ﷺ موجود معاهم ومن غير توجيه منه ﷺ ومن غير الوحي👌
¤ثانيا حروب الردة تدور في أزمنة متقاربة في أماكن متباعدة: يعني حروب الردة كانت في كل مكان في الجزيرة العربية تقريبا وفي أوقات متقاربة، وده في زمن ليس فيه اتصالات ولا انترنت ولا أي حاجة من الحاجات الحديثة دلوقتي،
واحنا لما نسمع عن قتال الجيوش بنبقى مفكرين تلقائي كده إن الناس دي كان عندهم وسائل اتصالات وبيعرفوا المعلومة بسرعة وبنكون ناسيين إن الواقع عندهم غير كده😅
احنا ممكن دلوقتي نعرف أحداث العالم كلها في وقت واحد، لكن في عهد أبي بكر رضي الله عنه وعهد الصحابة كان عشان يعرف معلومة كان ممكن يقعد له أسبوع أو اثنين أو ممكن يوصل لشهر على ما يعرف أخبار الجيش إللي أرسله،
وهنا صعوبة الموضوع؛ لأن لما يخرج أحد عشر جيشا في أوقات متقاربة محتاج يتابع الجيش ده حصل معاه إيه وده حصل معاه إيه وهل انتصر ولّا انهزم، وإيه القرارات إللي لازم ياخدها مع كل خبر يأتيه من أخبار الجيش ده،
فتخيلوا كده معايا كل كم أسبوع يأتي خبر عن جيش من الجيوش ال11 ومحتاج ياخد قرار معين ولسه مش عارف باقي أخبار الجيوش التانية، يعني الموضوع معقد جدا😬
لكن لما يكون في توفيق من عند ربنا فالمسألة المعقدة تبقى سهلة وميسورة👌
¤ثالثا إن دي عبارة عن حرب أهلية:
بمعنى إن دي حرب داخل الدولة كأن محافظة بتحارب محافظة تانية، والحروب الأهلية بتكون أشد من الحروب الخارجية؛
لأن الأعداء الخارجيين بيكونوا واضحين ومعروف الصديق من العدو،
لكن دلوقتي الأمور اختلطت، والناس إللي هنقاتلهم دلوقتي دول كانوا أصلا مبايعين قبل كده على اتباع رسول الله ﷺ وكانوا جزء من الدولة المسلمة وفيهم إللي خرج للقتال مع رسول الله ﷺ،
ففجأة كده الأوضاع كلها اختلفت ومبقاش معروف مين القبيلة إللي هتكون مع المسلمين ومين القبيلة إللي هتتحالف ضد المسلمين،
فالموضوع كان صعب فعلا والأمور متداخلة في بعضها😕