#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_السابعة_عشرة
#ميراث_فاطمة
#إدارة_الشؤون_الداخلية_في_المدينة_الجزء_الأول
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الأسباب إللي جعلت أبا بكر رضي الله عنه يأخذ القرار بقتال المرتدين،
طبعا الأحداث دي وتجهيز الجيوش للقتال محصلتش بين يوم وليلة، ده الموضوع قعد فترة، ده حتى إن ميعاد خروج الجيوش لقتال المرتدين كان اتأجل شوية؛ لأن أبا بكر رضي الله عنه كان همه الأول إخراج جيش أسامة زي ما شرحنا قبل كده،
فقبل بقى ما نعرف أبو بكر رضي الله عنه جهز كم جيش لقتال المرتدين وإيه الرسالة إللي أرسلها للمرتدين والوصايا إللي أوصى بها الجيوش؛ هنتكلم عن حاجتين:
¤ الأولى: هي قضية ميراث رسول الله ﷺ.
¤ والثانية: هي إزاي أبو بكر رضي الله عنه أدار الشؤون الداخلية في المدينة.
¤ أول حاجة بالنسبة لقضية ميراث رسول الله ﷺ،
بعد موت أي شخص؛ الطبيعي إن لو له ميراث فالميراث ده بيتوزع على ورثته،
فلما رسول الله ﷺ مات؛ جاءت فاطمة بنت رسول الله ﷺ والعباس عم رسول الله ﷺ لأبي بكر يطلبوا منه ميراثهم من رسول الله ﷺ بحكم إن أبا بكر هو خليفة المسلمين وهو المسؤول عن إدارة الأموال في الدولة،
وميراثهم كان مال لرسول الله ﷺ في الفيء،
وأرْضَهُ مِن فَدَكٍ، وسَهْمَهُ مِن خَيْبَرَ، يعني هو كان له أرض في قرية فدك، وكان له أموال أخذها من فتح خيبر،
لكن إللي حصل إن السيدة فاطمة والعباس مكنوش يعرفوا إن رسول الله ﷺ كان وضعه مختلف عن بقية الناس من ناحية الميراث،
فالأنبياء لا يُورَثوا، يعني إللي يتركوه من أموال يكون صدقة على الفقراء والمساكين ومحدش من أقاربهم يرثهم،
فلما طلبوا ميراثهم من أبي بكر قال لهم أبو بكر رضي الله عنه:
"سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ يقولُ: لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"
《صحيح البخاري》
فأبو بكر رضي الله عنه منع السيدة فاطمة ميراثها من أبيها تطبيقا لحديث رسول الله ﷺ، وهي مكنتش تعرف إن الأنبياء لا يُورثوا؛
لأن زي ما قلنا قبل كده إن مش كل الصحابة كانوا عارفين كل أحاديث رسول الله ﷺ👌
حتى زوجات رسول الله ﷺ مكنوش يعرفوا والسيدة عائشة هي إللي أخبرتهم بالحكم فلم يطالبوا بميراثهم،
ووضح أبو بكر رضي الله عنه لفاطمة إنه هيمشي على نفس منهج رسول الله ﷺ وهيعمل كل إللي كان بيعمله، فقال لها:
"لَسْتُ تَارِكًا شيئًا كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ َعْمَلُ به، إلَّا عَمِلْتُ به، إنِّي أَخْشَى إنْ تَرَكْتُ شيئًا مِن أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ"《صحيح مسلم》
يعني مش عشان انتِ بنت رسول الله ﷺ وكان بيحبك وليكِ مكانتك فأنا أعمل شيء مخالف لقول رسول الله ﷺ🤷
أنا أخاف إني لو تركت شيء واحد بس من أوامره أو تركت حاجة كان بيعملها؛ إني أبعد عن الطريق المستقيم👌
فلما وضح الأمر للسيدة فاطمة لم تكلمه في موضوع الميراث ده مرة تانية واعتزلت في بيتها للعبادة و كانت متأثرة بموت رسول الله ﷺ، وبعد كده أصابها المرض ومبقتش قادرة تخرج من بيتها وكان علي رضي الله عنه منشغل بيها وبرعايتها،
واستمر الوضع ده لمدة ستة أشهر بعد موت رسول الله ﷺ ثم ماتت رضي الله عنها، فهي أول واحدة تلحق برسول الله ﷺ من أهله زي ما كان أخبرها قبل موته ﷺ👌
☆والكلام إللي قلناه ده يا جماعة هو أصح شيء في قصة ميراث فاطمة رضي الله عنها؛ لأن في ناس بتطعن في أبي بكر وبتقول إنه ظلم السيدة فاطمة ومنعها ميراثها وإن السيدة فاطمة غضبت منه وهجرته لحد ما ماتت،
والكلام ده غير صحيح بالمرة👌
السيدة فاطمة سيدة نساء العالمين مش هتغضب على متاع دنيا زائل، وهي كمان متبعة لرسول الله ﷺ فمستحيل تعصي أمر رسول الله ﷺ،
وربنا قال:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ"《الأحزاب آية(36)》
وقال:
"إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا"《النور آية(51)》
فبالعقل كده، هل السيدة فاطمة رضي الله عنها ممكن تعترض وتغضب ولا ترضى بحكم الله ورسوله؟!
طبعا لأ🤷
فالصحيح إنها طلبت الميراث وأبو بكر وضح لها الحكم الشرعي وهي قبلت الحكم ورضيت به وانتهى الحوار على كده👌
ومع إن السيدة فاطمة وزوجات رسول الله ﷺ ليس لهن حق في ميراث رسول الله ﷺ، لكن لهن الحق في الفيء، وأبو بكر رضي الله عنه كان يعطيهم الحق ده👌
◇والفَيْء ده هو ما يحصل عليه المسلمون من أموال الكفار بدون قتال،
يعني زي ما حصل كده مع يهود بني النضير، هم استسلموا لرسول الله ﷺ بدون قتال وأخذوا إللي احتاجوه فقط وخرجوا من المدينة، وتركوا وراءهم مزارعهم وبيوتهم وغيرها،