#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_السادسة_عشرة
#أسباب_قتال_المرتدين
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن ارتداد العرب بعد وفاة رسول الله ﷺ وقلنا إن السبب الرئيسي في ردة العرب عن الإسلام هو عدم تفقههم في الدين وبالتالي عدم استقرار الإيمان في قلوبهم،
ففي آخر سنتين قبل وفاة رسول الله ﷺ دخلت أعداد كبيرة جدا من العرب في الإسلام بسبب انبهارهم بسيطرة المسلمين على الجزيرة العربية، فجاء الناس أفواجًا يدخلون في دين الله، ولكن مش كلهم كانوا دخلوا فيه عن اقتناع،
يعني فيهم إللي دخل في الإسلام رغبة في المال والغنائم والارتباط بالقوة الأولى الجديدة في الجزيرة،
ومنهم إللي دخل فيه بسبب خوفهم من قوة المسلمين، ومنهم إللي أسلم اتباعًا لزعمائهم وقادتهم،
يعني القادة أسلموا فدخلت أقوامهم الإسلام تبعا لهم بدون ما يعرفوا حدود الدين ولا فروضه ولا تكاليفه ولم يفقهوا حقيقة رسالة رسول الله ﷺ ولم يعيشوا مع القرآن ولا مع السُّنَّة،
فطبعا ناس بالعقلية دي فكروا بقى إن خلاص كده الدولة الإسلامية انهارت بموت مؤسسها ﷺ كما تنهار الكثير من الأعمال المعتمدة على شخص بعينه إذا غاب هذه الشخص،
فكان طبيعي جدا إنهم يرتدوا بعد موت رسول الله ﷺ🤷
وارتداد العرب كان على درجات، فمن العرب من مَنع الزكاة <وهنعرف كمان شوية ليه منع الزكاة من الردة> ، ومن العرب مَن ترك الإسلام وعاد إلى عبادة الأصنام، ومن العرب مَن سارع بادِّعاء النبوة زي ما قلنا المرة إللي فاتت،
فهنا قرر أبو بكر رضي الله عنه أن يقاتل المرتدين عن الإسلام👌
☆ممكن تسألوا وتقولوا طيب وهو ليه أبو بكر رضي الله عنه يقاتل المرتدين عن الإسلام، هو مش كل واحد حر يؤمن بالدين إللي هو عايزه وربنا نفسه قال: لا إكراه في الدين🤔
شوفوا،
شريعة الإسلام فعلا تضمن للشخص حرية الاعتقاد، بمعنى إن الشخص غير المسلم يتم عرض الإسلام عليه وشرحه له وتعريفه بعاقبة الذي لا يسلم في الآخرة،
وبعد كده هو حر بقى يدخل في الإسلام أو لأ، فلا يجوز إكراه الناس على الدخول في الإسلام،
لكن لو الشخص دخل فعلا في الإسلام فهنا مبقاش حر، بقى محكوم بقوانين الإسلام، زي كده مثلا إللي يسرق أو يزني من المسلمين وثبت عليه السرقة والزنا هنا تحكمهم قوانين الإسلام من قطع اليد أو الجلد للزاني غير المُحصَن،
فلما نعرف إن أهم قانون في الإسلام هو التوحيد وأنه لا يقبلُ عبادةَ غير الله وإن ده أصل دين الإسلام؛ هنلاقي إن الطبيعي جدا إن عقوبة خرق أصل الدين تكون أشد عقوبة👌
فالكفر أعظم الذنوب على الإطلاق فهو أشد من القتل ومن الزنا ومن الاغتصاب ومن كل شيء،
وربنا ممكن يغفر أي ذنب مهما كان إلا إن الواحد يشرك به شيئا سبحانه ويموت على الشرك ده،
قال الله عز وجل:
"إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۢا بَعِيدً"
《النساء آية(116)》
وقال:
"وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون"
《البقرة آية(217)》
والمجتمعُ المسلمُ في الأساس يقومُ أوَّلَ ما يقومُ على العقيدة والإيمان بالله فلا يُسْمَحُ لأحدٍ أن يَنالَ من هذا الأساس،
عشان كده الردة هي أكبر الجرائم في الإسلام؛ لأنَّها خطرٌ على شخصيَّة المجتمع وكِيَانِه،
فأول ضروة من الضَّرورات الخَمْس هي حفظ الدِّين، ثم يتبعها بعد ذلك حفظ النَّفْس، والنَّسْل، والعَقْل، والمال،
فالشخص المرتد الذي يجهر بردته ده مُعلن الحرب على الله والإسلام، ويرفع راية الضَّلال، ويدعو إليها المُنفَلتين من الشرائع،
وبكده بقى مُحارِبٌ للمسلمينَ،
والمحاربة مش لازم تكون بالسلاح فقط، المحاربة لدين الله ممكن تكون كمان باللسان، زي إللي يَسُب الإسلام أو النبي ﷺ أو يطعن في القرآن وسنة رسول الله ﷺ وهكذا،
فكده بقت عقوبة المرتد نفس عقوبة المحاربون لدين الله بالسلاح،
أما الشخص الذي لم يجهر بردته فهو منافق، فيكون حكمه أنه يُعامل معاملة المسلمين وحسابه على الله في الآخرة👌
فيبقى إقامة الحَد على المُرتَد ليس لإكراهه على الدُّخول في الدِّين، وإنَّما عقوبة له على كفره برَبِّ العالمين سبحانه ومحاربته لدين الله👌
وآية لا إكراه في الدين بتتكلم عن موقِف المسلمينَ من الكافر الأصليِّ إللي لم يدخل أصلا في الإسلام، وده غير المُرْتَدِّ إللي كان مسلمًا وترك الإسلام،
فمعنى آية لا إكراه في الدين:
"لا تُكْرِهُوا أحدًا على الدُّخول في الإسلام؛ فإنَّه بَيِّنٌ واضحٌ، جَلِيَّةٌ دلائلُهُ وبراهينُهُ، لا يحتاجُ إلى أن يُكْرَهَ أحدٌ على الدُّخول فيه"
《تفسير ابن كثير》