#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_الخامسة_عشرة
#ردة_العرب_وإنفاذ_بعث_أسامة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إللي وضح فيها منهجه إللي هيتبعه خلال فترة حكمه،
خلاص تم دفن رسول الله ﷺ وتولى أبو بكر رضي الله عنه أمور الخلافة،
لكن حصل إن علي بن أبي طالب والزبير بن العوام إللي قلنا إنهم كانوا مشغولين بتجهيز رسول الله ﷺ للغسل والدفن غضبوا من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
ليه🤔
يجاوبنا على السؤال ده علي والزبير رضي الله عنهما بنفسهم، قالا:
"ما غضِبْنا إلا لأنا أخِّرنا عن المشورةِ وإنا نرى أنَّ أبا بكرٍ أحقَّ الناسِ بها إنه لَصاحبُ الغارِ وإنا لَنعرفُ شرفَه وخبرَه ولقد أمرَه رسولُ اللهِ ﷺ أن يُصلِّيَ بالناسِ وهو حَيٌّ"《إسناده جيد》
يعني هم زعلوا إن التشاور في اختيار الخليفة حصل وهم مش موجودين، وغضبهم ده حاجة طبيعية؛ لأن علي والزبير رضي الله عنهما كانا من أهم الصحابة ومن أصحاب الرأي والمشورة،
فإزاي محدش يقول لهم على أمر مهم زي كده🤷
ومع ذلك هم مش معترضين خالص على تولي أبو بكر للخلافة، بالعكس ده هم شايفين إنه أحق واحد بالخلافة حتى إن رسول الله ﷺ خلاه يصلي بالمسلمين وهو حي👌
لكن زي ما شفنا في الحلقات إللي قبل كده إن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة كانوا معذورين في غياب علي والزبير وحتى غياب كل المهاجرين عن التشاور في اختيار الخليفة في السقيفة،
وفي نفس الوقت الفريق المقابل معذور هو كمان💁
يعني احنا شوفنا إزاي إن أبا بكر وعمر كانا في بيت رسول الله ﷺ وقت اجتماع الأنصار في السقيفة وجاء إليهما رجل فأخبرهما بالخبر، فذهبا إلى الأنصار بسرعة قبل ما تحصل حاجة تفرق وحدة المسلمين وتحصل فتنة، وهم في الطريق شافوا أبو عبيدة بن الجراح فأخذاه معهما وذهبوا جميعاً إلى السقيفة، وكل ده بدون اتفاق أو ترتيب،
ولما وصلوا السقيفة تسارعت الأحداث وكان لازم ساعتها اختيار خليفة وإلا كان ممكن يحصل فتنة كبيرة في المدينة ويكثر القيل والقال والخلاف والتفرق،
فكل فريق معاه عذره دلوقتي، ومع ذلك خطب أبو بكر في المهاجرين وقال لهم:
"ما كنتُ حريصًا على الإمارةِ يومًا ولا ليلةً ولا سألتُها في سرٍّ ولا علانيةٍ"《إسناده جيد》
يعني أنا مطلبتش إني أكون حاكم عليكم ولا حتى كنت عايز كده ولا طلبت الحكم في أي حال من الأحوال،
فقبِل المهاجرون وهم عارفين صدق أبي بكر وزهده ومكانته وقدره وإيمانه،
وفي النهاية بايع علي والزبير رضي الله عنهما أبا بكر في اليوم التالي وانتهى الموضوع،
يعني الغضب والزعل ده كان حاجة عابرة انتهت بسرعة وتمت البيعة لأبي بكر رضي الله عنه.
انتشر خبر موت رسول الله ﷺ، فارتدت كل جزيرة العرب ما عدا مكَّة والطائف وقرية هَجَر في شرق الجزيرة العربية وطبعا المدينة👌
والردة دي كانت واحدة من أكبر الأزمات في تاريخ الأمَّة الإسلامية،
متخلين إن كل المسلمين ارتدوا ما عدا ثلاثة مدن فقط😶
يعني لو فكرنا بمنظور الدنيا هنقول إن تعب رسول الله ﷺ ومجهوده مع الصحابة في نشر الإسلام في الجزيرة العربية راح عالفاضي😓
طبعا هو أجره محفوظ في الآخرة وهو عليه البلاغ فقط وليس عليه النتيجة، لكن الموضوع يعتبر مؤلم، تخيلوا مجهود سنين يروح كده في لحظة😞
☆وانتم ممكن تستغربوا وتسألوا ليه حصلت الردة مع إن هرقل ملك الروم نفسه عرف إن من صدق رسالة رسول الله ﷺ إن إللي يدخل في الإسلام لا يرتد عنه في الحوار إللي حصل بينه وبين أبي سفيان وشرحناه في الحلقة 133 من السيرة،
فليه بقى ارتدت كل جزيرة العرب كده🤔
هرقل سأل أبو سفيان وقال له هل في أحد بيرتد من أتباع النبي ﷺ سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فقال له أبو سفيان: لأ،
فرد عليه هرقل وقال له:
وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
يعني لما القلب يشعر بحلاوة الإيمان بيبقى مش عايز يترك شعور الإطمئنان القلبي والراحة النفسية،
وهو ده مربط الفرس👌
بمعنى إن إللي حصل إن الإيمان لم يستقر في قلوب الناس إللي ارتدت دي من الأساس🤷
فبالتالي كان سهل عليهم يتخلوا عن الإسلام مع أول شبهة أو رغبة في زعامة العرب مثلا،
فالإسلام كان انتشر في العرب من غير ما يتفقهوا في الدين ويتعلموه كويس زي باقي الصحابة إللي كانوا في المدينة مع رسول الله ﷺ،
والسبب في عدم تعلمهم هو قلة عدد الدعاة إللي يقدروا يعلموهم، ده غير المخاطر إللي واجهها الدعاة في الطريق إلى الدعوة زي إللي حصل في حادثة ماء الرجيع وبئر معونة لما قُتل فيهم كل الصحابة إللي كانوا خرجوا لتعليم الناس الدين، فكل ده أدى ردة العرب.
☆طبعا أحداث ماء الرجيع وبئر معونة احنا شارحينها مع بعض في السيرة قبل كده فصعب إني أعيد الكلام هنا تاني😅