#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_الثالثة_عشرة
#أبو_بكر_أول_الخلفاء_الراشدين
وقفنا المرة إللي فاتت عند سؤال وهو:
لماذا لم يصرّح رسول الله ﷺ باستخلاف أبي بكر واكتفى إنه يلمح بالخلافة فقط؟
شوفوا،
رسول الله ﷺ لا ينطق عن الهوى، فمينفعش يقول حاجة ربنا لم يأمره بها، فمادام ربنا لم يأمر رسول الله ﷺ بتعيين الخليفة من بعده فرسول الله ﷺ ميقدرش يتكلم من نفسه ويقوم معين خليفة بعينه🤷
وعدم تعيين الخليفة أكيد له حكمة من عند ربنا💁
واحنا مهما حاولنا مش هنعرف نحيط بحكمة ربنا كلها في الموضوع ده، لكن هنحاول نستنتج بعض من الحكم دي،
يعني مثلا:
1️⃣ لعل من حكمة ربنا في عدم تعيين اسم الخليفة هو إنه يترك المسلمين يدبروا أمرهم في غياب رسول الله ﷺ،
يعني دلوقتي المسلمين بعد موت رسول الله ﷺ سيكون عليهم أن يديروا شئونهم بأنفسهم، فمفيش وحي يوجههم فلازم يجتهدوا في اختيار الخليفة،
وتخيلوا كده لو كان رسول الله ﷺ اختار الخليفة؛ مكنش هيحصل الحوار إللي حصل في السقيفة💁
والحوار ده كان مهم عشان يتعلم المسلمون إللي هييجوا من بعد الصحابة كيفية اختيار الخليفة، ويتعلموا أسلوب الحوار في المواقف إللي زي كده،
ويتعلموا كمان قبول وجهات النظر المختلفة، وإنهم يقفوا عند حدود الشرع لا يتعدوها،
فلو كان رسول الله ﷺ اختار أبا بكر وخلاص الأمور تمام، طيب بعد أبي بكر، الصحابة والناس إللي بعدهم هيعملوا إيه؟
هيختاروا خليفة إزاي ورسول الله ﷺ مش موجود عشان يختار لهم🤷
فالصحابة دلوقتي محتاجين إنهم ينطلقوا في الحياة بالكتاب والسنة من غير ما يكون في رسول حي بينهم يقول لهم يعملوا إيه👌
فإذا كان سيُكتب على المسلمين أن يختاروا في يوم من الأيام خليفة بمفردهم؛ يبقى جيل الصحابة إللي رباه رسول الله ﷺ وهو خير الأجيال هو إللي يختار عشان يكون قدوة للناس إللي هتيجي بعد كده👌2️⃣ كمان لعل من حكمة ربنا إن فَرْض رجل من المسلمين على المسلمين دون اختيارهم هيكون سبب في ضعف مكانته لا محالة،
يعني ممكن لو الشخص المفروض عليهم ده أمَرهم بأمر؛ لا يسمعوا ولا يطيعوا بحجة مثلا إنه ممكن يكون رأيه خطأ وخصوصا لو انفرد برأي وقرار مختلف عن كل إللي حواليه،
أما الخليفة الذي يُنتخب انتخاباً حقيقياً من شعبه وأتباعه فإنه يُعطى قوة لا مثيل لها والجميع يرضى به و يجتمع لرأيه،
ومش بس كده، ده حتى عند اختلاف الآراء والتباس الأمور هتلاقوا إن الكل هيبحث عن مبرّرات لأفعاله وهيفترضوا فيه حُسن النوايا
لأ وممكن كمان يفدوه بأرواحهم، مش هم إللي جاءوا بيه للمكان ده💁
فطبيعة البشر إنهم دائما يدافعوا عن اختيارهم وخصوصا لو كان اختيارهم عن اقتناع تام👌
فالانتخاب الحقيقي الذي قام به المسلمون لأبي بكر رضي الله عنه أعطى له قوة حقيقية وقدرة واضحة على إدارة أمور البلاد وأعطى له شرعية في التصرف في كل الأمور بدون ما أحد ينقلب عليه أو ينزع منه هذه الشرعية مهما كانت الأحداث طارئة،
وهنشوف إن شاء الله في الحلقات الجاية إزاي إن أبا بكر أخذ قرارات مخالفة لكل آراء الصحابة تقريبا ومع ذلك كانوا بيسمعوا لرأيه وينفذوا قراراته دون ثورة أو ضجر أو تقصير في الاتباع،
وده بسبب إنهم اختاروه على علم وبصيرة وثقة في إمكانياته وإيماناً بقدراته،
وفي النهاية كانت قراراته هي إللي بتكون صح👌3️⃣ الأمر الثالث من حكمة ربنا في عدم تعيين رسول الله ﷺ لأبي بكر خليفة للمسلمين والله أعلم هو:
إرساء قاعدة الانتخاب بين المسلمين👌
بمعنى،
لو كان رسول الله ﷺ صرّح بتعيين خليفة يأتي من بعده لكانت سنة قد تُطبق على عموم الأمة بعد كده، وكل جيل هييجي بعدين مش هيكون أمامه اختيار إلا إنه يقبل باستخلاف الخليفة مهما كان🤷
فلو بقى النظام إن رجل واحد هو إللي يستخلف رجل آخر من بعده؛ كده هتدخل عوامل الهوى وعوامل الجهل وعوامل عدم الدراية في الاختيار، وبالتالي الأمة كلها هتدفع ثمن الاختيار ده👌
وإذا كان رسول الله ﷺ يعلم أن جيل الصحابة إللي معاه هو خير القرون ومش يبقى في مشكلة معاهم في تعيين الخليفة فهو يعلم كذلك إن في أجيال ستأتي بعدين وهيكونوا أقل من جيل الصحابة في القدر والكفاءة،
فأحسن حل هنا إن رسول الله ﷺ يُرسي قاعدة الانتخاب بين المسلمين، يعني يجتمع المسلمون ويختاروا من بينهم من يَصلح لأن يكون خليفة👌
☆ملحوظة:
في نهاية حياة أبي بكر رضي الله عنه كان استخلف من بعده عمر، يعني قال إن الخليفة من بعده يكون عمر وده عكس إللي قلناه دلوقتي،
لكن ده كان بسبب مكانة عمر رضي الله عنه وإن مفيش أي أحد بعد أبي بكر يصل لمكانة عمر،
وكمان كان في رغبة عند رسول الله ﷺ إن الخليفة بعد أبي بكر يكون عمر، ده غير إن أبا بكر استشار كبار الصحابة في قرار تعيين عمر خليفة من بعده ووافقوا على اختياره،
ومع كل ده برده فإن خلافة عمر لا تصح إلا بعد أن يبايعه الناس بعد وفاة أبي بكر، فلو الناس لم يبايعوه لكان واجب اختيار خليفة آخر يرضى الناس به👌