#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_التاسعة
#اجتماع_الأنصار_في_سقيفة_بني_ساعدة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الفتن والابتلاءات إللي هتواجه الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ وأولهم أبو بكر رضي الله عنه،
دلوقتي وضع المدينة بعد موت رسول الله ﷺ كان عبارة عن حالة حزن شديد وقلق واضطراب،
زي كده لما يكون في سفينة ماشية في بحر عاصف والأمواج تقذفها من هنا لهنا وفجأة يموت قبطان السفينة،
في الموقف الرهيب ده الناس إللي على السفينة هتنجوا إزاي؟!
الحل الوحيد والسريع للنجاة إننا نشوف قبطان أو قائد تاني عشان يقدر يقود السفينة وبالتالي السفينة متغرقش👌
فكذلك ده كان الوضع بالنسبة للمدينة، لازم يتم اختيار قائد بسرعة عشان يقدر يجمع كلمة المسلمين ويقدر ياخد قرارات يواجهوا بيها الفتن المختلفة وخصوصا إن رسول الله ﷺ كان قال:
"إذا خرجَ ثلاثةٌ في سفَرٍ فليؤمِّروا أحدَهُم"
《صحيح أبي داود》
يعني لو خرج مجموعة مع بعض مسافرين سواء كانوا ثلاثة أشخاص أو أكثر فلازم يكون للمجموعة دي قائد هو إللي ياخد القرارات بعد ما يشاور أصحابه،
زي اختيار وَقْت الذَّهاب والبَيات وغيرها من أحوالِ السَّفَرِ،
فتخيلوا إن ده في أمر سفر فما بالكم بحاجة أعظم وهي اختيار قائد للأمة!
فرسول الله ﷺ في الحديث بيشجع المسلمين على تقليل الخلاف بينهم وتوحيد كلمتهم بقدر الإمكان👌
وده أمر عام في كل حياة المسلمين؛ لأنهم إذا اجتمعوا على رجل كانت البركة والقوة، وإذا تفرقوا كان الفشل والضعف.
خلونا نفتكر كده المدينة بتتكون من إيه،
بتتكون من مهاجرين وأنصار، المهاجرين هم إللي هاجروا للمدينة هربا من الاضطهاد إللي تعرضوا له في مكة،
والأنصار من قبائل الأوس والخزرج هم أهل البلد إللي نصروا رسول الله ﷺ والمهاجرين معه وآوُوهم،
كبار الصحابة من المهاجرين زي أبي بكر وعمر كانوا حول رسول الله ﷺ مشغولين بيه وبقضية الغُسل والتكفين ثم الدفن،
يعني هنغسله إزاي، وهنكفّنه في إيه، وندفنه فين،
هل في البقيع ولّا مع شهداء أُحد ولّا في مكة بلده ولّا في مكان خاص به؟!
وهم مشغولين كده جاء رجل لبيت رسول الله ﷺ ونادى من وراء الجدار وقال:
اخرُجْ إليَّ يا ابنَ الخطَّابِ.
فقال له عمر: إليك عنِّي فإنَّا مشاغيلُ.
يعني روح دلوقتي احنا مش فاضيين،
لكن الرجل أصرّ على عمر إنه يخرج له، فلما خرج عمر قال له الرجل:
"إنَّه قد حدَث أمرٌ لا بدَّ منك فيه،
إنَّ الأنصارَ قد اجتمَعوا في سَقيفةِ بني ساعدةَ فأدرِكوهم قبْلَ أنْ يُحدِثوا أمرًا فيكونَ بينَكم وبينهم فيه حربٌ"
《صحيح ابن حِبّان》
يعني بيقول له إن في حاجة حصلت ولازم تعرفها عشان تعرف تتصرف،
الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وشكلهم ناويين على
حاجة، فالحقوهم قبل ما ياخدوا قرار وتحصل حرب بسبب القرار ده.
☆سَقِيفة بني ساعدة هي الدار إللي الأنصار كانوا متعودين يجتمعوا فيها عشان يَعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة،
زي ما بنسميها في عصرنا كده قاعة اجتماعات، وزيها دار الندوة إللي قريش كانوا بيجتمعوا فيها في مكة.
فنادى عمر رضي الله عنه على أبي بكر وقال له:
انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا هؤلاء مِن الأنصارِ.
يعني تعال نروح للأنصار ونشوف اجتمعوا ليه وناويين على إيه، فأسرع أبو بكر وعمر لسقيفة بني ساعدة،
وهمّ ماشيين قابلوا رجلين صالحين من الأنصار القُدامى من إللي شهدوا بيعة العقبة الثانية وحضروا كل معارك رسول الله ﷺ،
وهما: عُوَيم بن ساعدة ومَعِن بن عَدِي رضي الله عنهما،
فلما شافوا إن أبا بكر وعمر رايحين للسقيفة نصحوهم بإنهم ميقربوش منها وإنهم كمهاجرين يصرّفوا أمورهم بينهم وبين نفسهم وميتدخلوش في اجتماع الأنصار،
واضح طبعا من كلامهم إنهم كانوا خايفين تحصل فتنة بين المهاجرين والأنصار فكانوا عايزينهم يمشوا وميتقابلوش مع الأنصار،
لكن أبو بكر وعمر أصروا على الذهاب إلى السقيفة،
في الطريق قابل أبو بكر وعمر أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، وهو من أعظم المهاجرين رضي الله عنهم أجمعين فأخذاه معهما إلى سقيفة بني ساعدة👌
هنسيب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة يكملوا طريقهم للسقيفة ونروح نشوف الأنصار اجتمعوا ليه بالسرعة دي وإيه الهدف من اجتماعهم💁
الأنصار رضي الله عنهم كانوا عارفين خطورة وضع المدينة الحالي بعد موت رسول الله ﷺ وإن لازم بسرعة يختاروا منهم قائد أو خليفة لرسول الله ﷺ يقدر يقود أمة الإسلام في الظروف دي،
فعلى الرغم من كل الأحزان والهموم والآلام إللي هم فيها إلا إن الحياة لازم تمشي،
وهو ده إللي رسول الله ﷺ علمه لهم خلال السنين إللي فاتت دي كلها،
علمهم معنى الصبر الجميل، الصبر الذي لا شكوى فيه، الصبر عند الصدمة الأولى، وده من خلال مواقف حصلت في حياته ﷺ، زي لما مرّ بامرأة تبكي عند قبر فقال لها: