مؤمنة إنو أحسن انشغال ممكن ينشغل فيه الإنسان هو العمل على نفسه، و ذا يعني الرُقي.. ما يعنيه تتبّع الآخرين، وإيش قالوا، وإيش عملوا، هو مشغول جداً في عالمه الخاص، ومحلّق في الآفاق اللي تخصّه، ومُدرك إن الإنشغال بحياة الغير مجرّد استنزاف، وفراغ، وضياع للوقت.
وفجأة ترى أنك بالفعل أستهلكت نفسك كُليًا، تكلمت كثيرًا، شرحت أكثر، بررّت بما يكفي، ثم تأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس وتذهب لأقرب ملاذ آمن لك وتجلس مُكتفياً بنفسك.
الصدمات المتوالية عليك، جاءت لتُعدّل نظرتك اتجاه جميع من في حياتك، لتُعيد ترتيب أمكنتهم حسب الأولوِية، جاءت لتُنهي أدوار الكثيرين من حياتك لا لتُنهيك أنت.. تذكّر ذلك جيداً.
يعني تخيل اللي قال " ياليتني قبل أعرفك أقفيت " وده لو أن ما التقى دربه على دربك ! ، ووده مثل اللي قال" تخيّرت قربه ليتني ما تخيرته " أي جرح لامس قلبه حتى يوصل لمرحلة الحسافه هذي ؟.
ولا تجعلني أخوض معارك لا فائدة منها، وأن لا أخطو خطواتي الكُبرى قبل الصُغرى في طرقاتٍ لا تُرحب بي، وباعد اللهم بيني وبين ضياع النّفس ومكوث الروح في مكانٍ ليس لها.