التوازنات الدولية تصرف الاهتمام عن سوريا بداية من سنة 2020.في الوقت الذي كانت فيه روسيا وتركيا تتفقان على تفاصيل وقف إطلاق النار في إدلب وآلية تسيير الدوريات على الطريق الدولي (m5)، استعرت الحرب الليبية فاتجهت اهتمامات الطرفين إليها، وتدخلت تركيا دعما لطرابلس وروسيا كحليفةً لبنغازي، وهذا ما صرف الاهتمام عن سوريا إلى حين. وما إن استقرت الأوضاع في ليبيا حتى انفجرت الحرب الآذرية الأرمينية أواخر سنة 2020، فاتجهت الاهتمامات الدولية إليها، وانخرطت فيها تركيا وروسيا لمدة سنة تقريباً، ثم ما لبثت أن انطلقت الحرب الأوكرانية سنة 2022، ومنذ ذلك الوقت وروسيا تلقي بثقلها فيها.
وهكذا فإننا نجد في السنوات الأخيرة أن حلفاء الأسد الذين أنقذوه سنة 2015 من السقوط انشغلوا بملفات أخرى، فروسيا تخوض حرباً على حدودها مع أوكرانيا بشكل مباشر ومع حلف الناتو بشكل غير مباشر، ولن تخرج منها أو تتعافى من آثرها في الزمن القريب.
أما إيران فقد أشغلها صعود طالبان وحركات انفصال إقليم بلوشستان على حدودها الشرقية، واستعادة أذربيجان لإقليم قرة باغ على حدودها الشمالية الغربية، وصراع النفوذ بينها وبين إسرائيل في الشرق الأوسط بعد حرب غزة، هذا غير التوترات الاجتماعية الداخلية.
https://t.center/osamaisaa