الفتيات والجامعات!
هذا مقالي الذي لن يعجب أكثر الفتيات! ولستُ ألتمس رضاهن!
وهو عن الموضوع الشائك، الذي خَرِبت بسببه كثير من البيوت: دراسة الفتيات في الجامعات!
قبل أن يرشقني خِفاف العقول بتهمة أني ضد تعليم النساء!
أقول: تعليم المرأة فريضة واجبة في ديننا، ولكن تعليمها ما ينفعها في دينها ودنياها، وليس هرطَقات الغرب وتفاهاتهم!
وهناك طرق آمنة جداً لتتعلم الفتاة ما تحتاجه من العلوم، دون خدش حيائها وكرامتها، ولكنها تأبى إلا أن تختار أصعب تلك الطرق وأخطرها!
فَعَمَّا قريب ستفتح الجامعات أبوابها لتستقبل مئات الآلاف من فتياتنا، ليس ليصنعوا منهن أمثال خديجة وعائشة وأسماء وفاطمة!
فهم لا يريدون هذا!
هم يريدون صناعة فتياتٍ تافهاتٍ عديمات المسؤولية، لا همَّ لهن إلا اتباع الموضة، ونمص الحواجب، والاقتداء بفاسقات الغرب، وعاهرات السينما.
هكذا أقولها بصراحة، ولستُ أخشى اللوم بعد اليوم.
وأتحدى أن يقنعني أحد بغير هذا، وأن يثبت لي أن الجامعات قد غيرت النساء إلى الأفضل!
ايتوني بجامعاتٍ قد أخرجت نساءً يُصلِحن ما أفسدته النساء قبلهن! ايتوني بجامعاتٍ غير مختلطة، وتحافظ النساء فيها على حيائهن وحشمتهن! ومناهج التدريس فيها تربي المرأة دينياً وخلقياً واجتماعياً!
ايتونا بمثل هذا ولن نكون فيه من الزاهدين!
ثم قل لي ما الذي ستجنيه المرأة مما تدرسه في الجامعة؟
هل ستطبخ لنا نظريات نيوتن مثلاً؟!
هل ستهدئ ابنها الباكي بنظريات بوهر وشرودنجر؟!
هل ستقِر في بيتها حين يُدرسوها الخروج بكرةً وعشيا؟!
هل ستبني بيتاً صالحاً في حين أنها تدرس نظريات غربية غير صالحة؟!
ثم قل لي ماذا دَرَّسوهن في الجامعة؟!
كل شيء لا ينفعها! ولستُ أرى غير هذا!
فأين علوم الدين التي سترافقها في كل حياتها؟ من أحكام النساء والزواج والأمومة والتربية؟
وأين أساليب التعامل مع الزوج، والمحارم، وغير المحارم؟
وأين طرق إدارة البيت والأسرة والتعامل مع المشاكل؟
أين كل هذا الذي تحتاجه.. ما لي لا أراه في الجامعات؟!
قولوا لنا يا فتيات..
ماذا جنيتن من هذه الجامعات؟ وأين ثمرة تعليمكن؟
مالي أراكن تزاحمن الرجال في الأسواق والطرقات والجامعات والمحافل العامة؟ مالي أراكن تُطِلن الألسُن، وتلبسن الفاضح المشين؟ مالي أراكن تفشلنَ في زيجاتكن؟ مالي أراكن تلهثنَ خلف عاهرات السينما؟
هل هذا ما تتعلمنه في الجامعات؟!
هل هذا الذي ننتظره منكن؟!
ألستن تقلن لنا نريد أن نصنع الحضارة مع الرجال؟
فمالي أراكن تهدمنها؟!
ومالي أرى الأطفال ينحدرون للهاوية؟ فأين آثار تربيتكن لهم؟!
ولَعَمري إن جداتنا الأميات خير من ملء الأرض منكن!
وأنتن لم تأخذنَ منهن ولا من متعلمات النساء العاقلات!
ووالله إن عُبَّاد الصليب قد استطاعوا إلا قليلا!
ضربونا نحن الرجال بالديموقراطية اللعينة، وضربوا النساء بوهم الحرية، وضربوا الأطفال بوهم المراهقة!
فصرنا نرى اليوم رجلاً ديوثاً لا يغار؛ حتى يقال هو منفتح! وفتاةً كاسيةً عارية؛ حتى يقال هي جميلة! وطفلاً قد طُمِست براءته وتلوثت فطرته؛ حتى يقال هو يعيش حياته!
فنسأل الله الإعانة والعافية!
ثم هل تُرِدنَ منا -نحن الشباب- أن نتزوج كل فتاةٍ نراها في هذا الزمان، إن كانت قد طمست أنوثتها ورخَّصت نفسها للشباب؟!
لا، لا نريدها ولا كرامة! ولسنا نراها إلا ساذجة رخيصة!
ولن نقبل بها، لأنا لا نريد أن نكون مَعاوِل لهدم هذه الأمة، والشاب ذو العقل والمروءة لا يرضى لنفسه بفتاةٍ يتزوجها، وقد عرفها الرجال من قبله! وقد ضاحكها فلان، وحدَّثها الآخر!
وإن كانت تخرج بينهم، ولا تفعل من ذلكم شيئاً، فيُعاب عليها أنها عرَّضت نفسها وعرضَتها، فرخصت -وقد كانت غالية-، فما صارت تجذُبنا.
وإن كانت جميلة وذكية ومثقفة؟!
حتى ولو كانت بجمال امرأة العزيز، وذكاء ملكة سبأ؛ فلن ترى منا إلا كفعل يوسف وسليمان عليهما السلام.
وليس في كل هذا تبرير لتقصير الرجال وأشباههم؛ فنحن ندرك المسؤولية الواجبة علينا، ولكن الثمرة الفاسدة من داخلها، لن تنفعنا كل أسمدة الأرض لنجعلها صالحة!
نسأل الله العفاف والعافية!
دمتم بخير.
🖋️ محمد بن هيكل الأكحلي - ٨ شوال ١٤٤٥