أقولُ لك؟
اجعل لنفسك مع القرآن لقاءً خاص، غير ورد الحفظ والتلاوة والدّراسة.
وردُ بحثٍ عنك في طيّاتهِ، في آياته، في سوره وحروفه.
هذا ما يسمّونه التدبّر، لكن اخترتُ أن أغيّر العنوان، لأنه أحيانًا يضيع منا المعنى بكثرة ترداده عنوانه!
هكذا موعدٌ خاصٌّ جدًا مع الله، بعيدًا عن كل الصوارف، لا يخترقه أحد، حتى عن الهموم والركض المستمرّ خلف كل الغايات.
انشغل به، تأتكَ الغايات راغمة.
اجعله أولًا، تلحقك الدنيا تهرول.
تمعّن...
ثمّة رسالة واللهِ لك، والآية التي ستتلوها على قلبك فاتحًا بها الآفاق، ستحفظها للأبد.
بين دفّتيه اغرق، وانهلْ الدُّر، لتقف به متمثّلًا ما قرأت، أليس لهذا أنزل؟
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقَّ تلاوته أولئك يؤمنون به...)
ليس فقط حق تلاوته بحروف مجوّدة -وهذا مطلوب- لكن أيضًا بتمعّن كي تستطيع التطبيق.
والأعجب -وأهل القرآن يعرفون هذا تمامًا- أن لكل وقت معه طعم، حين تتلوه بهدوء بتمعّن، وحين تتلوه سريعًا لثواب القراءة، وحين تحفظه بصوتٍ عال، وحين تُسمّعه وحين تسبره وحين تختمه، وحين تجلس للتعليم لا تريد إلا الله.
نور عدنان الزرعي