البعض...
يرسلهم المولى إلى حياتنا كالسحاب الثِّقال المحمّل بالخير والعلم والتقوى والقرآن، يرسلهم الله بُشْرًا بين يدي رحمته، تحملهم إلينا رياح نوايا الخير فيهم والقدر السعيد، حين يسوقهم الله لقلوبٍ ميتة قحط، فينهمرون كالغيث فوقها بالخير، فيخرج الله بهم من كل أصناف الأخيار وحماة الثغور، وتنبت على القلب أوراق الأمل.
(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا...).
مجالستهم زاد، ورؤيتهم للقلب ضياء، وحديثهم للعقل علمٌ ووعيّ، وصوتهم نور، وحضورهم حبور، وأمانٌ واطمئنان.
هم يحبّون الرحمن، فجعل لهم الرحمن في قلوبنا وُدّا.
تراهم كالجبل الخاشع المتصدّع من خشية الله.
ومن دونهم لا تستطيع، ومن غير إمساك أيديهم تضيع.
العينُ العين، برؤيتهم تتملّى أنوار، لذلك المولى قال:
(ولا تعدُ عيناكَ عنهم...).
وانظر لحالك معهم، إنك تختلف، وهمّتك تختلف، إن روحكَ تتضمّخ بعطرهم شئت أم أبيت، هؤلاء: [مَثَلُ الجليس الصالح...].
جلسةٌ واحدة تعديكَ بالخير.
نور عدنان الزرعي