قالت لي معلّمةٌ لمادةٍ تخص رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا أستطيع أن أسمع من طالبةٍ كلمةً فيها عدم تقدير وتوقيرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
سرعان ما أشعر أنني سأبكي!
ثم دمعت عيناها!
وكلما رأيتها تكلّم طلابها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شعرتُ في المكان وعلى الطلاب سكينةً عجيبةً ومهيبة!
الحبّ...!
أولئك أصحاب الهمِّ الراقي الذي لا يُنسى؛ همُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين حين أراهم يتكلّمون عنه تفيض في المكان سكينته لشدّة صلتهم به وصلاتهم دومًا عليه.
يفيضون حبًّا، وقلوبهم تنبض شوقًا، ودموعهم وحرارة كلمتهم ورجفة صوتهم وهدؤهم يرسل أشعّة الحب للقلوب فتتأثّر وترِقُّ وتتغيّر وتشتاق.
أوراد الصلاة عليه يوميًا تنسابُ نورًا وتأثيرًا وطمأنينةً بين الكلمة والأخرى.
يتركون همومهم على عتبات الدنيا، ويقفون لأجل همّه السامي الذي به النجاة، ملتفتين للأجيال، ينشرون الخير في الأمّة، حاملين رسالته الأسمى للناس، يذودون عنه أي ريبةٍ يصنعها الشيطان لهذا الجيل، بمنتهى التفاني والحب والأدب والوقار.
همّهم همّه.
صلى الله عليه وسلم.
يغيبون عن مَن يسمعهم بانشغالهم بأشواقهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبميل قلوبهم للروضة، وبحنينهم للمدينة المنوّرة.
لا تغيب المدينة المنوّرة عنهم أبدًا، لا تغيب، وهل الشوقُ يرحمنا!
فتحوا قلوبهم لاحتواء قلوب جيلٍ غارقٍ بالضياع والتُرُهات، وما غير حبل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم موصلٌ وموقدٌ لهم.
حين ستشتعل فتيلة حبه في قلوبهم سيقطعون أشواط، سيعزفون عن الحرام ويحلّقون نحو مرضاة الله بملءِ إرادتهم هم.
الحبّ...
هو الجذوة الأولى.
معرفتهُ...
هي النجاة.
وما أرقّه وما أعذبه من حب، سرعان ما يسري في القلوب الحائرة، ويُليّن الأرواح الصلبة، ويرقى بأصحابه.
يا أيتها الأنفاسُ التي تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا أيتها الهموم الراقية والمساعي الدائمة والتعب لأجل همّه، لا خبتم ولا خاب مساعكم.
وما نسينا صوت رسولنا فينا.
لا ضاعتْ آمالٌ تشدو...
بهمِّ نبيِّنا.
نور عدنان الزرعي