View in Telegram
آهٍ يا ليتني! يا ليتني الآن متجهةٌ نحو الكعبةِ، أتملّى بالجلال والسنا، أطوي تحت يدي سجادتي، وفي جعبتي سُبحتي، وفي يدي الثانية قرآني. أجلس قبالة الكعبةِ، مع الله فقط، أرمقها وأروي قلبي نورًا. فالقلبُ يعطش، والقلب يبكي، والقلب يقسو والقلب يحنو والقلب يطير... القلب القلب... فأرويها من شرابه الخاص؛ الأنوار الربّانية. أقف أصلي أمامها، وتحت ثرى السجود أسكب عبرتي وشكايتي، وأقوم وقد تشرّبت أرضُ مكة كل همّي. أطوف حولها، بخِفّةٍ وخَفقةٍ، لا نشعرها في أي بلاد العالم، سوى مكة. حيث تسمو الروح على طين الجسد فترِفُّ، وتلمس السماء، فتتلون بلونها السماويّ فتصفو. أتلو هناك، لأيام، أحتاجها، أنسى فيها العالم، وأروي أشواقي للرحمن. وإن أذني تموت شوقًا لصوت إمام الحرم هناك. فما أجملها صلاة العشاء هناك، وكأن النجوم بيننا تدنو وتحوم، وكأن الإمام فوق الغيوم يقرأ، ثم يرسل صوته المدود بالمدود، فتقشعرُّ القلوب وتخشع، ويتسلل لطبقات الران على القلب، فيقشعها من مكانها، ويسحبنا للجنان من بعد الظلام. أحاول يا مكة، تناسيكِ من باب التصبّر حتى يأذن الله بزيارتك وزيارة المدينة هناك. لكنني يا مكة، عاجزةٌ أمام الصبر، مرهفةٌ أمام الصور، تجذبني، وأبكيكِ، ويزيد بي الحنين مع كل نشيد، وأموج شوقًا. آهٍ يا مكّة... كم قلتُ للمولى كلما دعوت يا رباه والله أحتاجها، يا رباه هي شفائي من سقمي وأحزاني. آهٍ يا مكة.. [وأراها، وأحبُّ أراها.. وأصبّر نقسي للقاها معجزةٌ ربي أبقاها.. حرمًا يزخرُ بالآياتِ] نور عدنان الزرعي
Telegram Center
Telegram Center
Channel