لأنّها كانت جميلة، وقبل ذلك لأنّها طيّبة، وقبل ذلك لأنها ذكيةٌ ولها حسٌّ فُكاهيّ، لأنّها النوع الصحيح تمامًا من الذكاء والطرافة. لأنّه كان يستطيع أن يتخيل نفسه ذاهبًا معها في رحلةٍ طويلةٍ دون أن يملّ أبدًا. لأنه حينما يرى شيئًا جديدًا مشوقًا، أو شيئًا جديدًا سخيفًا، يفكر دومًا مالذي ستقوله عنه، وكم نجمةً ستعطيه ولماذا.
ربّما لم تتجلَّ الحكمة بعد، ربّما لم تظهر في شكل نهاية سعيدة، أو بداية تستحق أن يُحتفى بها؛ لكن وحدهُ الإيمان بخيريَّة الأقدار، في أضيق الساعات وأثقلها، هو مصداق اليقين.
في نهاية اليوم: أُحبّ هذا الجزء من يومي الذي أتذكّر فيه كم كان الأمر صعباً ومعقدًا لكنّه أنتهى، وها أنا بخير الآن مُستلقيةً على سريري وعلى وشك أن أغفو.
أشعر أنّني أُريد إمضاء بقيّة حياتي على هذا النّحو. لقد بدأت أتعلم كيف أنحت هذه الحياة، وكيف أحبّ أن أكون وحيدة. أقرأ كُتب الشعر القديمة. أضيع في أشجار الحديقة. أتعلّم صنع كعكة التُّفاح. أضع أُغنية قرب النافذة، أُسافر مع نفسي. وأسأل الإله: "هل هذه هي السعادة"؟