صدّقوني قلّة البركة والمهام اليوميّة التي ينقضي اليوم دون أن نُتم شيئًا منها هي بسبب التفريط في الأذكار اليومية، قلة ذكر الله تصيب المرء بالوهن والضعف وعدم القدرة على إنجاز شيء ،فالنبي ﷺ شبّه الذي لا يذكر ربّه بالميت حين قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت».
"لا تدري لعلَّ الله يُحدِث بعد ذلك أمرًا".. كمية طمأنينة بالآية عجيبة، وكأنها تؤكد لك أنَّ الله قادر على قلب الموازين بأي شكل وفي لحظة قد لا تتوقَّعها، فاصبر، لأنَّ الله من أسمائه "المُعطي".. يهبك ويعطيك ما لا تتوقَّعه وما لا يتصوَّره عقلك، وتذكَر دائمًا أنَّ الله إذا أعطى أدهش."
"لحظة شعور الإنسان بحنان الله عليه؛ لا تُضاهيها طمأنينة ولا يُشبهها سرور، وكأنها غلالة ود وأمان تغمره ويسكن إليها، يستكين داخلها. استشعار معية الله والأُنس به في كل خطوة وموقف وفي اللحظات العابرة نعمة تستحق الشكر، نعمة تُرضي وتكفي"
"يبدو لي أن هذا الهدوء الأخير الذي ظهر فجأةً على ملامحي، كلماتي، وتصرفاتي ليس إلّا ردة فعل واضحة بعد إندفاع دائم، ومحاولاتٍ عديدة ورغبة عارمة في الوصول. يبدو لي الآن أنني كنت أتمنى أكثر من اللازم، أحاول أكثر من المفترض، والآن قررت أن أتجاهل الإحساس بالأشياء من حولي وانتظارها."
"يا رب علّمنا الرِّضا، مثلما علمت آدم الأسماء كلّها، ثم علّمنا الحمد على ماسَرّ من أحوالنا وساء. إهدنا للطريق الذي لا نلتفت للوراء فيه، مفوّضين كل أمورنا لك، مطمئنين"
لطالما كنت أعتقد أنّي لامبالي، بينما كل ما قمت به هو قمع أحاسيسي تجاه كُل شيء، ودفنها مثل الحجارة الساخنة، تلسعني في كل مرة ألامسها من دون قصد، أنا لستُ لا مبالي على الإطلاق وليس بوسعي أن أكون كذلك، إنما أتعذب من الداخل من كل ما مر بي صغيراً كان او كبيراً، كل خدشة غُصن لا ملحوظة، كل كلمة قاسية سقطت سهواً، كل نظرة حزينة، كلها موجودة في داخلي، أحملها وتحملني أنا لم أتجاوز في حياتي شيئاً على الإطلاق، مازلت عالقاً، أنا لست حدثاً عرضياً بل انا نتيجة كل ما حدث، أحمل في داخلي كل الغضب الذي لم أفرّغه أبداً، إنما أحترق داخله بينما يتنعّم كل الذين أشعلوه بداخلي، قال لي صديق ذاتَ مرة: "الغضب" أسوأ من الحزن وأثقل، يمكن أن يحرق أرواحاً كثيرة، تبدو وكأنك على وشك الإنتهاء ولكن لا إنتهاء ولا إنطفاء" كل الخيبة المميتة اللانهائية التي تجعلني أفقد آمالي في أدنى الأشياء، تجعلني خائباً حد الموت، غاضب، وضيق أضيق من ثقب الإبرة، قلبي المُتمدد المُفرغ مثل بالون هائل ينكمش على ذاته الآن، أنا لستُ قوياً، إنما أكثر هشاشة من البتلات الجافة في وجه الريح، ثمّة فرق بين القدرة على حمل الآلام بشكل خفي، وبين القدرة على مواجهتها بقلبٍ صلب، دون أن يرّف لي جفن، إنني أضعف من مواجهتها، ويرّف جفني كثيراً، في النهاية ماذا يملك المرء سوى أن يُفرغ كُل تفاهاته كما أفعل على الورق؟ إنني لا أرجو شيئاً من كتاباتي هذهِ سوى التفريغ .