View in Telegram
🧠 - اضطراب الوهم الاضطهادي (البارانويا "Paranoia) ▪️ - المريض: رجل يبلغ من العمر 35 عامًا، يعمل في قطاع الإدارة. جاء إلى العيادة النفسية يشكو من شعور متزايد بالريبة والشك في الآخرين، مع تدهور ملحوظ في أدائه الوظيفي وعلاقاته الشخصية. 🧠 - القصة السريرية: أثناء الجلسة النفسية، بدأ المريض بالقول: "أشعر أن الجميع يراقبني ويتحدث عني في السر. زملائي في العمل يخططون لإيذائي والتسبب في طردي. حتى زوجتي أحيانًا تبدو وكأنها تعرف شيئًا لا ترغب في مشاركته معي. عندما أخرج إلى الأماكن العامة، أكون على يقين أن الأشخاص المحيطين بي ينظرون إلي بنظرات غريبة، وكأنهم يعرفون أمرًا خطيرًا عني." أفاد المريض بأنه لم يعانِ من هذه الأفكار في السابق، لكنها بدأت تظهر بشكل تدريجي منذ حوالي ستة أشهر وتفاقمت بشكل ملحوظ. وأوضح أنه، رغم عدم وجود دليل مباشر يثبت هذه الشكوك، إلا أنه لا يستطيع التخلص من هذا الشعور القوي. 🧠 - التقييم النفسي والفحص السريري: 1. المقابلة النفسية (Psychiatric Interview): بدأ الطبيب بجمع تفاصيل القصة السريرية من المريض، مع تقييم أفكاره الحالية وسلوكه. أظهر المريض قلقًا واضحًا خلال المقابلة، حيث كان يميل إلى الانتباه المفرط للحركات والأصوات داخل الغرفة. الطبيب لاحظ أن المريض يشعر بعدم الارتياح ويتجنب التواصل البصري المباشر. 2. الفحص المعرفي والسلوكي (Cognitive and Behavioral Examination): الطبيب سأل المريض عن معتقداته حول المؤامرات المفترضة، وطلب منه تفسير الأسباب التي تدعمه في هذه الأفكار. المريض لم يستطع تقديم دليل ملموس، لكنه أصر على صحة هذه الأفكار. - تم استخدام مقياس الأوهام (Delusional Rating Scale) لتقييم مدى حدة هذه الأفكار. وجد الطبيب أن المريض يعاني من أوهام الاضطهاد (Persecutory Delusions)، وهو أحد أنواع الاضطراب الوهمي الذي يتميز بالاعتقاد الثابت بأن الآخرين يسعون لإلحاق الضرر بالشخص. 3. استبعاد الهلوسة (Exclusion of Hallucinations): استفسر الطبيب عن وجود هلوسات بصرية أو سمعية، والتي يمكن أن ترافق الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام (Schizophrenia). أجاب المريض بالنفي، حيث لا يعاني من أي هلوسات، مما يعزز تشخيص اضطراب الوهم دون وجود أعراض ذهانية أخرى. 🧠- التشخيص: اعتمادًا على المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، تم تشخيص المريض باضطراب الوهم الاضطهادي، نوع الاضطهاد (Delusional Disorder - Persecutory Type). يتميز هذا الاضطراب بوجود أفكار غير منطقية وثابتة بأن الآخرين يسعون لإيذاء الشخص أو التآمر عليه، دون وجود دليل فعلي يدعم هذه الأفكار. 🧠- الأسباب المحتملة: أوضح الطبيب أن الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب قد تكون مزيجًا من العوامل البيولوجية، النفسية، والبيئية: 1. العوامل الوراثية (Genetic Factors): قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات النفسية، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. 2. الاختلالات الكيميائية في الدماغ (Neurochemical Imbalances): اضطرابات في مستويات بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين (Dopamine) قد تؤدي إلى تفكير غير منطقي وشكوك غير مبررة. 3. التوترات النفسية والبيئية (Psychosocial Stressors): التعرض لضغوط نفسية متكررة أو تجارب حياتية صادمة قد يزيد من احتمال تطور الأفكار البارانوية. 🧠- العـــــلاج: 1. العلاج الدوائي (Pharmacotherapy): وصف الطبيب مضادًا للذهان مثل Risperidone بجرعة مبدئية، وهو دواء يعمل على تنظيم مستويات الدوبامين في الدماغ، مما يقلل من شدة الأوهام. تم تقديم خيار إضافة مضاد للقلق مثل Lorazepam لتخفيف الأعراض المرتبطة بالقلق المفرط والتوتر. 2. العلاج النفسي (Psychotherapy): العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy - CBT): يعد هذا النوع من العلاج فعالًا في مساعدة المريض على تحديد الأفكار الوهمية وتحديها بطريقة منطقية. خلال الجلسات، يتم تعليم المريض كيفية التفكير بشكل أكثر واقعية والتعامل مع الشكوك التي يعاني منها. ▪️- العلاج الأسري (Family Therapy): يساهم العلاج الأسري في تحسين التواصل بين المريض وأفراد أسرته، مما يساعدهم على فهم حالته النفسية ودعمه بطريقة فعالة. 🧠- توصيات الطبيب: قدم الطبيب للمريض مجموعة من التوجيهات المهمة التي تساعد في تحسين حالته النفسية والسيطرة على الأعراض: 1. الالتزام بالعلاج الدوائي (Medication Adherence): يجب على المريض تناول الأدوية الموصوفة بانتظام وعدم التوقف عنها دون استشارة الطبيب، حتى لو شعر بتحسن، لأن الانقطاع المفاجئ قد يؤدي إلى عودة الأعراض.
Telegram Center
Telegram Center
Channel