View in Telegram
في المُخيَّمات، بين أزِقَّة الخيام الضيِّقة جدًا، التي بالكاد تتسع لمرور شخصٍ واحدٍ فقط، تشعر وكأنك في داخل خيام الناس عن يمينك وعن يسارك كُلما مررت، تسمع حديثهم بشكلٍ واضحٍ وجَلِيْ، تشتم رائحة طعامهم، حتى الهمسات تسمعها. إن أنبل شيءٍ فقدناه في هذه الحــرب هو الخصوصية، فلا تكاد تجد شخص إلا ويتمنى أن يجلس مع نفسه أو مع أهله جلسةً يتحدث فيها براحته دون أن يكتم أنفاسه خوفًا من أن يسمعه أحد. لا أسرار، الناس هنا طيبين، لن يتحدثوا بمشروع النــووي ولا بمفاعلاته، لن يتحدثوا بأمورٍ خطيرة، جُل الحديث يدور حول ( شو طبختي!؟، شو راح تطبخي!؟، فش طحين..والله الواحد مش عارف شو يعمل ويطعمي هالأولاد..الخ الخ..)، أحاديثٌ عادية جدًا لكن يتمنى المرء أن يتحدث بها مع أهله دون أن يسمعه كل النازحين حوله..سمعت رجل يقول ذات مرة؛ الواحد صار نفسه يصرخ زي كأنه في بيته، تخيل ما هي أمنياتنا!؟..الخصوصية نعمة كبيرة لن يدرك قدرها إلا من يعيش حياته على الملأ.
Telegram Center
Telegram Center
Channel