{قَالُوا۟ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُا۟ تَذۡكُرُ یُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَـٰلِكِینَ}
الطبري:
يعنـي تعالـى ذكره: قال ولد يعقوب الذين انصرفوا إلـيه من مصر له حين قال {يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ}: تالله لا تزال تذكر يوسف.
بـمعنى: فما زالت. وحذفت «لا» من قوله {تَفْتَؤُ} وهي مرادة فـي الكلام، لأن الـيـمين إذا كان ما بعدها خبراً لـم يصحبها الـجحد، ولـم تسقط اللام التـي يجاب بها الأيـمان، وذلك كقول القائل: والله لآتـينك، وإذا كان ما بعدها مـجحوداً تلقـيت بـ «ما» أو بـ«لا» فلـما عرف موقعها حذفت من الكلام لـمعرفة السامع بـمعنى الكلام، ومنه قول امرىء القـيس:
فقُلْتُ يَـمِينُ اللّهِ أبْرَحُ قاعِداًولو قَطَّعُوا رأسِي لَدَيْكِ وأوْصَالـي
فحذفت «لا» من قوله: «أبرح قاعداً»، لـما ذكرت من العلة، كما قال الآخر:
فَلا وأبـي دَهْماءَ زَالَتْ عَزِيزَةًعلـى قومِها ما فَتَّلَ الزَّنْدَ قادِحُ
يريد: لا زالت.