لقد أدركتُ في آخر المطاف أنني وحيدة تماماً رغمَ كثرتهم حولي ، مُهملة رغمَ إهتمامي المفرط بهم ، أنا خارج سِياج أي حكاية عشتها ، خارج الإطار ، مقدّمة في كتاب لا أكثر ، هامش ورقة ، قلم أبيض في علبة الأقلام الملوّنة ، أدركتُ كم أنا وحيدة حينَ شعرتُ بضيق في صدري و غصة في قلبي ولم أجد ضمن قائمة أصدقائي الطويلة شخصاً واحداً ألجأ إليه لأُفرِغ ما بداخلي من تراكم الخيبات ، حينَ عشتُ أيامي الصعبة بمفردي ، حينَ لم يعلم أحد تفاصيل يومي وما مرّ عليّ من أحداث ، حينَ إضطررتُ لأكتُم أمور كثيرة لم أستطع البوح بها لأحد ، لقد أدركتُ يا صديقي بأنني وكل أحزاني العميقة وهمومي لا تعني شيئاً لأحد ، لقد سئمتُ من الليالي التي اعتقدتُ أنها ستتحسّن في الصباح ومن الأيام التي أمضَيتُها في الإنتظار ، أتعبَني ذلك الكلام الذي يخرج من اللسان لا من القلب ، رأيتُ كل أنواع النفاق ، لكنني مازلتُ متعبة من الوجوه التي أبحث فيها عن القليل من الصدق، لا أعرف كيف أملأ هذا الفراغ بداخلي ، مللتُ من الأشياء الغير مكتملة ومن الاكاذيب المَروِيّة بمهارة ومن الأشخاص ذوي الوَجهَين .. وحيدةٌ أنا ، أشعر وكأنني نغمة متعبة في مقطوعة موسيقية ..🖤✨️