لكنك لا تعلم.. معنىٰ أن تركُض طريقًا بشقِ الأنفُس، ثم تلتفت برأسك التفاتة مُهتزة، فترىٰ نفسك لازِلت عند نقطة البداية _في ذاك الطريق_ وكأنك لم تطأ هذا الطريق حتىٰ، وفي الحقيقة أنتَ أمسيت في منتصفه مقتولًا..
أحيانًا نحتاجُ أن نتقبَّلَ -وإن كُنَّا لن نرضى- حالَنا وحياتَنا كمَا هي، ليسَ رضُوخًا ولا استسلامًا وإنَّما احترامًا لِفتَراتِ الضعفِ التي تعتري الواحدَ مِنَّا الفينةَ بعد الأخرى.
لأنَّكَ إن فكَّرتَ في الأمرِ فسَتجِدُ أنَّكَ لا تُعانِدُ إلا نفسَك، وأنّك تستنزفُ ذِهنَك و جسدَك، حتى شَقَقْتَ بذلِكَ على نفسِك، فلَا تزدادُ حالُك إلّا سوءً.
فارحَم نفسَك، وذِهنَك، وبدنَك. وادعُ اللهَ أن يشرحَ لك صدرَك ويُيَسِّرَ لك أمرَك. وتذكَّر دَومًا أنَّها دُنيا، وأنَّكَ مِنها راحِل.