من الأمس الساعة الثالثة عصراً وحتى الان الساعة الثانية بعد منتصف الليل, وبقدرة قادر إستطعت إكمال حفظ الأحياء الجزيئية التشخيصية بعد مرمطة ومردغة استمرت عشر ساعات بالصافي وها انا في مكاني.. أسترخي فارداً يدااااي من التعب والإرهاق محاولاً تجميع الأفكار وإستيعاب المواضيع التي تتراطم في زِحام الذكره....
وفي هذه الأثناء أسأل نفسي!
هل أنا مُذاكر حقاً؟ هل لازلت اتذكر ما حفظته خلال نصف يوم؟...مع العلم أن ماحفظته هو قُرابة خمسون صفحة من ملزمة الدكتور الحيفي.
أكملت وكأني لم أذاكر شيء, معلومات غير مرتبه.. أسماء متشابهه.. معلومات مكتظه.. وقت ضيق..!!
أنا في الأصل ...!
لم أعد استوعب إسم المادة التي ضعت وتُهت بين أحرفها...!
تبين لي حقاً أن كل ذلك الجهد الذي بُذل في حشو معلومات تلك الصفحات في رأسي كان مُجرد عبث وتعب.... كمجموعه من الجنود يحاولون حشو قذيفة مدفع وبعد جُهد تطلع القذيفه فاسدة أو تنفجر بهم!
ألتفت يميناً ويساراً.. هل من أحّدٍ هنا فيحاول إنتشالي من وسط هذه البركضه والإزدحام.!
فلم أجد بجواري سوى شخص ثلاثي الأحرف "قُصي" طبعاً; قُصي هو الآخر محشوراً في زاوية العرفة, همّهُ لا يقلّ شأناً عن همي ففي ذات اللحظة هو فاردٌ لملازم المادة التي سيمتحنها غداً ويراجعها للمرة الخامسة!
بينما انا أرى صفحات للمرة الأولى....
إنها لعنة الإمتحانات بالنسبة لنا....
نعم إنها الآن الثانية صباحاً يا أصدقاء..ولكنها تعتبر الواحده ظهراً بتوقيت طلاب الطب..
وهكذا هو حال خفافيش الدراسه.. طلاب الطب.. النوم نهاراً والسهر ليلاً..
حتى تبدأ اطرافك بالتراخي.. ويداعب جفونك النوم وتعلن عيناك الإستسلام..ولكنك تُجاهد وتُصبر..
من أجل تفتيش بعض صفحات المراجع والملازم.
هذا هو الحال مع طلاب هذه البلاد.. ألا نستحق بعض التقدير والإحترام نوعاً ما...!
يا أَيهَا الصّامدون في تلك الغُرف المحصنة والمُكتظة بالكتب والمراجع تستيقظون صباحاً.. و في عيونكم ألف أملٍ جديد... يا أيها اللاهثون وراء العلم وراء النجااح والتفوق وفي قلوبكم هموم العالم بأكمله..
صباح الخير يا من تحييون في نفوسكم أملاً جديداً وتزرعون به بذور الحياة لِأُناسٍ لطالما شَكَت وتألمت.. سلامٌ عليكم يامن تستحقون السلام....
😴🚶♂✋#اللهم_لا_سقوط_ولا_استسلاااام....
#اللهم_عون_وتوووفيق....