🍃🌸هروب
🌸🍃#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله #الحلقة_الخامسة_والخمسون وحيث كانت شابة في مقتبل العمر، آثر أن يبقى معها حتى تأتي خالتها كما أخبرته، قاده الفضول إلى أن يسألها عن الكثير، إلا أنّ ملاك لم تكن مستعدة لا نفسياً ولا ذهنياً و لا أمنياً للإجابة على أسئلته، وكانت تدعو
الله أن ينجيها من مجهول هذه الليلة المظلمة الطويلة، وما إن وصلت الخالة حميدة حتى رمت ملاك نفسها في حضنها لتشعر بالطمأنينة والأمان، واستدارت ناحية العم صاحب البقالة وقالت له: شكراً لك يا عم لانك لم تؤذيني، شكراً لك لأنك ما زلت طيباً في زمنٍ ندر فيه الطيبون"
كلام ملاك أدمع عينيه وقال لها مودعاً: حفظكِ
الله يا أبنتي من كلّ مكروه، انتبهي لنفسكِ، في أمان
الله وحفظه
كانت الخالة حميدة هي من تقود سيارة كبيرة تسع قرابة تسعة أشخاص، كانت ملاك تجول بعينيها في أرجاء السيارة ..
ملاك: خالة تلك سيارتكِ؟
الخالة: نعم يا ملاكي، اشتريتها بعد خروجي الأخير من السجن حينما كنت معكِ
-حقاً، هههههه أو تملكين قيمة سيارة وتتسولين وتستجدين الناس؟!
-أوووووه انتهينا يا ملاك، كل شيء قد تغير، فبعد خروجي من السجن جلستُ مع أبنائي في جلسة مصارحة، وأخبرتهم أني ما عدتُ أريد مالاً حراماً، ويكفينا ذل وإهانة لأنفسنا، وأني سأتوقف عن التسول، وعلى كل واحد منهم أن يعتمد على نفسه، وكنت قد ادخرتُ مبلغاً من المال في البنك دون علم زوجي المدمن الذي أضاع شقاء عمري في المخدرات.
-شقاء عمركِ يا خالة؟ هههههه، من جديد؟! كنتِ تتسولين وحسب، أين الشقاء في ذلك
صمتت الخالة حميدة هنيئة، ثم لاحظت ملاك دموعاً تنساب من عينيها، فبادرت معتذرة
خالة اعذريني ما كنتُ أقصد أن أجرحكِ كنتُ أمزح، ولكن يبدو اني تماديت
-لا بأس، فذلك هو واقعنا، صحيح أنني لم اعمل في وظيفة محترمة، ولكنني شقيتُ من نظرات الناس تارة وتقريعهم لي تارةً أخرى، شتم هنا، وطرد هناك، اشمئزاز من أحدهم، واستعطافٌ من آخر، شقاء وأيّ شقاء، شقاءٌ اجبرتُ عليه، وإلا كان نصيبي الضرب والطرد من المنزل، آآآآه وألف آآه
-أنا آسفة يا خالة، بحق متأسفة
-لا عليكِ، المهم أنني اليوم الخالة حميدة التي تسترزق من توصيل الأطفال كلّ يومٍ إلى مدارسهم، وإعادتهم ظهراً، وأشعر براحة بال لم أشعر بها طيلة حياتي، والفضل يعود لك يا ملاكي
-أنا؟بل الفضل يعود لله يا خالة،فكل ما يحدث لنا في هذه الحياة له سبب، وله حكمة، حتى الظلام بقدر ما نكرهه، فهو جميل لأنه يعطي جمالاً وقيمة للنور
-أحسنتِ،كلامكِ جميل أيتها الملاك، ولكن لحظة، أخذتني في الحديث عن نفسي ولم تخبريني شيئا عنكِ، ما الحكاية؟
وبدأت ملاك بسرد حكايتها طوال الطريق، حتى وصلتا إلى منزل الخالة حميدة
#مهاجرة_إلى_الله#لانجيز_النشر~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية
🌸🍃@Mwelaaeya