View in Telegram
مع دخول حرب التجويع والإبادة والتهجير عامها الثاني بلا توقف، يعيش سكان غزة مرارة الفقد، ألم الخذلان وقسوة الحرمان حتى من الخبز، يطل فصل الشتاء بسحب جديدة من المأساة على عائلات فلسطينية هجرت قسرا وانتهى بها المطاف إلى خيم نايلونية لا تقيها حرارة صيف ولا تحميها برد شتاء، في محيط عربي إسلامي تجاوز الصمت إلى حد الموات، ومجتمع دولي لا يرى نفسه معنيا بفلسطين وأهلها ولا بلبنان وأهلها ولا بأي بلد عربي إسلامي وأهله المظلومين، وغياب تام للضغط الدولي. وما كان العدو ليقترف جريمة العصر، ويذهب بعدوانه جنوبا وشمالا، وما كان العالم ليصمت لولا الحضور والشراكة والتغطية والدعم الأمريكي سياسيا وعسكريا، إذ تشير الدراسات أن واشنطن قدمت للعدو أكثر من اثنين وعشرين مليار دولار خلال عام ونيف بما فيها الدعم العسكري، فيما عجزت أمة الملياري مسلم عن تقديم قارورة ماء أو قطعة خبز، إلا من رحم ربي وفي قائمة الاستثناءات يبقى الرهان على الله أولا وأخيرا وعلى المجاهدين في الميدان وأحرار الداخل الفلسطيني المحتل، وتبقى آمال المستضعفين معلقة على قيادات ورجال جبهات الاسناد من اليمن، إلى العراق وإيران، ويبقى الرهان على رجال حزب الله رغم ما دفعوا من أثمان باهظة على طريق القدس، بأن يكسروا قرون هذا الوحش المفترس ويذلوه، وقد فعلوا بعون الله وتأييده، يوم كان الحزب مساندا، ويوم انتقل من الاسناد إلى المواجهة المفتوحة، وهو يذله اليوم ويثخنه بالخسائر اليومية في العمق وعلى حافة النصر، حتى بات لسان حال جيش العدو وأهالي الأسرى الصهاينة لساستهم وقياداتهم: أوقفوا حربا تعلوا كلفتها كل يوم بلا جدوى، وفتشوا عن مخرج سياسي دبلوماسي، فكفة الميدان باتت في صالح حزب الله، ضغوط أوصلت الخلاف بين نتنياهو ووزير حربة إلى الذروة، في ظل ضياع البوصلة، وغياب الاستراتيجية وانسداد الأفق، وكسرت الخسائر، وغياب الأمل بهزيمة حماس أخواتها، أو كبح العراق ومقاومتها، أو ردع اليمن وإيران. إيران التي تتوعد بعواقب مريرة لا يتصورها الصهاينة المجرمين ردا على عدوانهم الهزيل، كما هي مباحثاتهم الثلاثية الأخيرة في الدوحة هزيلة جدا، وما عجزوا عنه عاما بالحرب الوحشية، لن يكسبوه بالسياسة والدبلوماسية، وما النصر إلا من عند الله، وستسوء وجوهكم أيها الصهاينة.
Telegram Center
Telegram Center
Channel