كل شيء كان يشير إليّ بوجوبِ الرّحيل، ومع ذلك كنتُ في كلّ مرّة أصبّرُ نفسي وأضغطُ على ألمي بكلماتٍ رقيقةٍ تبرئه لمدة ويعود من جديد، كل شيءٍ مني كان يريدُ الذهاب وكل شيءٍ مني يخاف الاستسلام
لكن كان يجبُ عليّ أن أتركَ القصّة من بدايتها،
أتركُ المقعدَ وأمشي وحدي ثانيةً
فليس كل ما أريدُه موجود في رحلتي هذه،
ولستُ أنا المطلوبة لهذه الرّحلة أساسًا!
أتعلم تلك التي تتمسّك في غصنٍ رقيق وسط نهرٍ مليء بالأغصان القاسية؟
توهمتُ التّفاصيل التي أحبّها وعبرتُ الحواجزَ التي تؤرقني وعشتُ الذّكرياتَ التي وددت أن أعيشها؛
لوحدي..
لكننا اثنتان!
تلك المحبّة التي من طرفٍ واحدٍ توهم بأنك في مقرٍ آمن وأنت فعليّا خارج نطاق تغطية الأمان تلك..
إن لم يكن كلّ شيءٍ متبادل ومتشارك فأنتَ ما زلت وحيدًا..
لا تتوّهم المُشاركة إن لم تلمسها في قلبك قبل يديك!
إحساس القَلب لا يخطئ،
فنحن بحاجة لمشاركة أفعالنا ومشاعرنا
اهتماماتنا وأفكارنا..
فإن لم تكن في علاقةٍ تعطيكَ كلّ هذه المقومات التي يقيم عليها القلب حبّه
فأنت ما زلتَ في وحدة..
بل على العكس، وتضاعفها أيضًا،
كأنّه شيئًا موجودًا لكنه غير مرئي
كأنّكِ أمامي ولا أراكِ
كأنّكِ أمامي ولا ألمسكِ!
- تُقى