لا أصدقَ من شعورِ طفل! لا شيء عندي يعدل دفء أن يُعرب طفل عن ما يشعر به من محبة وسعادة بوجودي في حياته، أو ترجمان ذلك الشعور من أفعال قد لا تبدو في تمام الإتقان والإتساق إلا انها تعبر عن الكثير.. اظن قاموس المحبين يفتقد تعبير: "أحبك كمحبة طفل"!، فلا أصدق منها ولا أحن.. قلوب كبيرة في أجسام صغيرة وأيادي صغيرة تسع احتوائك وتُحسن ضمك.
"هو مولانا.." أعجبُ وأحمدُ الله على توليهِ أمري كلَّه؛ أهِمُّ إلى الأمر ولا حول لي ولا قوة غير ما يكفيني لأن أخطو بضع خطوات في بدايته، وإذا بحوله سبحانه يمدني بقوةٍ منه تدفعني للمسير ولتمامه، فأسبح بحمده عجباً بحالي قبل وبعد! تطمئنني تلك الفكرة -تدبيره لحالي الآني- لأني أرى عين اليقين رحمته ولطفه وحسن تدبيره ومنعه إياي ما كنت أحسبه خيرا وهو محضُ الشر، أُوقن أن الآجلَ الآتي سيكون محتملاً استطيعه بحوله وقوته سبحانه..
وأعلم أني كلما صدقت، صدقني! = فأكف نفسي عن سوء الظن وثُقلِ التفكير وأحاول إرغامها ومجاهدة خطرات الشيطان، بأن أغرس ما استطيعه في أرض: "أروا الله من أنفسكم خيراً.." "كن مع الله، يكُنِ الله معك.." "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.."!
(إنما الصبر عند المصيبة الأولى..) التكليف الشرعي يخرج الإنسان من استجابته التلقائية واستجابته لحركات نفسه العادية إلى أن يهمين عليها بقرارات عقله الناتجة عن امتثاله لأمر الله سبحان الله وتعالى، فيمنع نفسه أن تقدم على ما لا يحب الله. عند المصيبة والصدمة: النفس لها حركة والشرع له أمر، فإذا غلب الأمر على الحركه وسيطر وهيمن عليها وقع الأجر وهنا الابتلاء والامتحان! انوار السنة المحمدية|باب الصبر
❁ اقتران اسم الولي الحميد: ﴿ وهو الذي ينزّل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ﴾ [الشورى: ٢۸]
كما أن لكل مقام مقالاً، وكما أن لكل اسم من أسمائه تعالى ما يناسبه من حاجات الخلق، فلعل في هذه الآية الكريمة أصلاً لمن طال انتظاره وأوشك على اليأس في طلب حاجته: أن يلهج باسمي الله (الولي الحميد) في دعائه، فيغيثه الله كما ينزّل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته.
"اجعل الأمور النافعة نصب عينيك، واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة؛ لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن، واستعن بالراحة، وإجمام النفس؛ على الأعمال المهمة".