يبتعدُ المرءُ عندما يُدركُ أنه قد تمَّ استبدالُه، ينسحبُ بهدوءٍ، بلا عتابٍ ولا وداعٍ، ويمضي بخُطىً مُثقَلةٍ نحو عُزلتِه، حامِلًا في قلبِه ذِكرى لا تنطفئ، وحنينًا مُرهَقًا لذاك المكانِ الذي كان يومًا وطنَه. -سجـىٰ سالـم الورفلِـي.
أرهقَها طولُ الطريقِ، وظنَّت النفسُ أنها تنجو من هذا الحريق، فلم ينطفئ سوى ذاك البريق، وأصبح الحزنُ في القلبِ عميق، كيفَ لراحةٍ أن تأتي، والعقلُ في بحرِ الفكرِ غريق؟ وكيفَ للراحةِ أن تطرقَ الأبواب، إذ غيرُ مرحبٍ بدخولِ الأغراب؟
ما تحاولُ أن تخفيه، تبوحُ بهِ الأعينُ بسهولةٍ، تحكي قصصًا لم تُسْرَدْ، عن أشياءَ دُفِنتْ في الأعماقِ، عن وجعٍ خفيٍّ، وأحلامٍ لم تكتملْ، إنها لا تُكَذِّبُ.