[ التعداد العام للسكّان ]
1. منذ أكثر من عشرين عاماً والشيعة يطالبون بالتعداد العام للسكان ؛ لما له من فوائد عظيمة تتعلق بالتخطيط لكل شيء عندما تُستثمر المعلومات بشكل صحيح ، ولأجل أنْ تُعرَف النسب الحقيقية لنفوس المكونات في هذا البلد ، فلا يأخذ بعض المكونات أكثر من إستحقاقه .
ولكنَّ شركاء الوطن لا سيّما زعماء الكرد كانوا يماطلون ويعرقلون إجراء التعداد ليستولوا على أكثر ما يمكنهم الإستيلاء عليه من خيرات الجنوب بدعوى أنّهم يمثلون 17 بالمئة من سكان هذا البلد .
هذا عدا ما قاموا به من مؤامرات للتغيير الديمغرافي ضد العرب والتركمان من الشيعة والسُنّة في المناطق المختلطة التي يصطلحون عليها ب ( المناطق المتنازَع عليها ) لتهيئة الأجواء والأذهان لحروب قادمة عليها !
2. الآن وبجهود خيّرة صار إجراء التعداد أمراً واقعاً ، ولكن في الوقت الذي بدأت المكونات الأخرى تحشد أتباعها للمشاركة الشاملة ، تنتشر حملة شرسة في وسائل التواصل الاجتماعي تدعو أهل الجنوب والوسط الى عدم المشاركة لمبررات ساذجة ، مستغلة عدم وعي بعضنا لأهمية هذا التعداد لنا ولأجيالنا القادمة .
حملة لا أظنها عفوية ، بل هي مخطَّط لها للتقليل من عدد السكان الرسمي في هذه المحافظات المظلومة من قبْل ومن بعْد ، مما ينعكس سلباً على حقوقها في الموازنات العامّة ، وفي تمثيلها السياسي ، وحصتها من التعيينات ، وفي أخذ استحقاقها من رواتب الرعاية الإجتماعية ، وتأسيس الجامعات ، وأبنية المدارس ، وسائر البنى التحتية ، والخدمات التعليمية والصحية والبلدية وما الى ذلك ؛ لتُغْبَن أكثر ممّا هي مغبونة .
3. ليست المشاركة في التعداد دعماً للحكومة ، ولا لنظام سياسي لسنا راضين عنه ، إنّما هي قضية إثبات حقوق واستحقاقات مستقبل لعقود من الزمن ، وقد لا تتكرر الفرصة للتصحيح لعشرات السنين القادمة .
4. إنَّ المشاركة في التعداد وإعطاء البيانات الصحيحة - لا سيّما في عدد نفوس العائلة - ممّا يتوقف عليه رفع بعض المظلومية عن محافظات الجنوب والوسط ؛ لذلك هو حق وواجب وطني .
بعبارة موجزة :
إنَّ عدم المشاركة في التعداد من قبل أهلنا في محافظات الجنوب والوسط يعني - فيما يعنيه - إثبات دعاوى الخصوم بأنّنا لسنا أكثرية ، فضلاً عن كونه هضماً للحقوق ، وإعانة على سرقة خيراتنا لصالح آخرين ، لفترة ليست بالقصيرة ، بل لعشرات السنين القادمة ، فانتبهوا يرحمكم الله ، ولا يخْدَعنّكم القوم بإعلامهم ، وإنْ كان بألسنة شيعية جاهلة ، أو مدفوعة بأجندات مشبوهة .