أخي الساعي لصلاح قلبه وتزكية نفسه:
أمامك طريقان يسلكهما الناس في سبيل الوصول إلى غايتهم والبلوغ إلى مقصودهم:
الطريق الأول: أن تزكي نفسك بعرضها على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فتدمن النظر والتأمل في الوحي الشريف
وتكثر من ذكر خالقك ومولاك، وتتردد على مجالس العلم وحلق القرآن
وتقرأ بعد ذلك من الكتب ما يعينك على فهم القرآن والسنة
ثم تقلب النظر في كل ما سبق، مع ذكر وفكر= يقودك هذا إلى العبادة والذل بين يدي الخالق العظيم، وتعلم أنك فقير محتاج إليه
فإذا ما ازددت تأملاً وفكراً وذكراًَ مع علم وعمل = ازدادت تزكيتك لنفسك وارتقت روحك في معارج المحبة والقرب من الله
تأمل قول الحق العظيم جل جلاله:
(إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ* ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ)والطريق الثانية: طريقة لا توصلك إلى مقصودك، بل إلى عكس مقصودك، فتبعدك عن الله وآياته، وتقربك من شهوتك ولذتك
مع بعض الأحوال الشيطانية
فتظن أنك تسير على درب يوصلك إلى الله، ويظن السالكون أنهم واصلون إلى مراد الله، وهم والله في غياهب ودهاليز
هذه الطريق هي: الصوفية المصطنعة، والزهد الكاذب، والورع البارد، والأوراد البشرية والطرق الإبليسية، مع رياضات بدنية وأخرى روحية، وخلوة لم تأت في القرآن، وعلم لدني لا أساس له ولا سلطان، وأناشيد عشقية جعلوها في الخالق العظيم
فإياك إياك من هذا الطريق، فإنه والله وبال على صاحبه، بل يوصل صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه
فقد بعث الله سيد الخلق بأفضل طريق وأوضحه، فهو أتقى الخلق لله وأعلمهم به، فما كان على نهجه فهو الحق المبين، وما خالف نهجه فهو الضلال المبين والطريق الأعوج غير القويم
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها