هذا هو البيع للدين ولو في موقف واحد، ولو في قضية واحدة.ألسنا في الانتخابات ينطلق أعضاء [مجلس النواب] فيقولون: [سنعمل لكم, وسنعمل, وسنعمل،] يعدون هذا بوظيفة، وهذا يعدونه برتبة عسكرية، وهؤلاء يعدونهم بمدرسة، وأولئك يعدونهم بخط، وأولئك يعدونهم بمستوصف، وفلان يعدونه بأنه إذا ما وصل إلى مجلس النواب سيقف معه، وسيعمل على حل مشكلته، وسيحاول أن يكون موقفه هـو الأعلى ضد خصمه.. فننطلق للتصويت لمـن يترشح دون أن نلحظ هـل أننا - من وجهة نظر ديننا - وقفنا موقفاً ينسجم مع الدين أم أنه متخالف ومخالف له؟.لا نبالي.ألم يبع الناس في كثير من المناطق أصواتهم لأعضاء قد يكون بعضهم ليس من الدين في شيء، ولا تهمه مصلحة الدين، ولا تهمه مصلحة الأمة، ولن يفي بوعوده، يبيعون أصواتهم بقليل من السكر، أو من الرز، أو بتُّنور غاز، أو بأي شيء من الوعود.ما الذي يدل على أن هناك سوقاً كبيرة قائمة؟ هو أننا نرى كل من يترشح هل تسمع من أحد كلمة يقول فيها: [أنه سيعمل على إعلاء كلمة الله، أو أنه سيعمل على نصر الدين، أو انه سيعمل على محاربة المفسدين في أرض الله، أو الظالمين لعباد الله]؟ هل نسمع عبارات من هذه؟ لأن هذه بضاعة غير نافقة، لن يحصل على صوت واحد! البضاعة النافقة هي أن نقول: سنعمل لكم، ونعمل ونعمل، أشياء من حطام الدنيا، مصالح، ماديات، فننطلق نصوت ولا نلحظ أي جانب من الجوانب التي هو عليها في واقعه مخالف للدين. قد يقول: [حقيقة هو ما بين يصلي، وإنسان فعلاًً عدو الله لكن وعد أنه سيعطي لنا, ويعطي لنا.. إلى آخره] أليس هذا حاصل؟ حتى نعرف أنه حاصل - وأكرر - أنها هي السلعة التي ينزلها المرشحون في كل انتخابات، ومتى رأينا دعاية، متى رأينا وعوداً من أحد من المترشحين - سواء كان لرئاسة الجمهورية، أو لمجلس النواب - يتحدث عن جانب الدين، يتحدث عن جانب المحاربين للدين، أو يتحدث عن الأشياء المهمة بالنسبة للأمة، الجانب الزراعي مثلاً، أنه سيعمل على تحقيق اكتفاء ذاتي للوطن، نسمع عبارات من هذه؟ لاشيء.من أين جاءنا هذا؟ أننا فعلاً كما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((لتحذن حذو بني إسرائيل)). ألم يقل الله لهم: {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ}(البقرة: من الآية174) هؤلاء الذين اشتروا بدين الله، بعهد الله، بأيمانهم ثمناً قليلاً {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(البقرة: من الآية174) تعبير عن إعراضه، عن أي شيء فيه رحمة لهم يوم القيامة، إعراض عنهم, أولئك ليس لهم جزاء إلا النار، سوء الحساب، وجهنم، {وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(البقرة: من الآية174). ويقول في الآية الأخرى: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(آل عمران: من الآية187) أن يبيعوا الدين مقابل ثمن.هنا هو لا يقول: بأنهم لم يبيعوا الدين بالثمن الذي يساويه، إنما قال ثمناً قليلاً في كل المواضع يقول ثمناً قليلاً ليس اعتراضه على أساس أنهم باعوه بـ(250) لو باعوه بـ(1000) كان أفضل ولو باعوه بـ(1000) لما قال. لكن المشكلة أنهم باعوه بثمن قليل هو (250). إن كل شيء في مقابل الدين هو ثمن قليل وإن كانت الدنيا بملئها ذهباً هي ثمنه فهي قليل؛ لأنك تبيع نفسك، لأنك توبق نفسك, توقعها في جهنم. ألم يقل الله: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (الزمر:47) لو أن لك الأرض بكلها، ومثلها معها، وملؤها ذهباً، يوم القيامة عندما ترى جهنم، عندما تُبَرَّز جهنم للغاوين فتسمع شهيقها وزفيرها، وتسمع صراخها المرعب توَد لو أن الدنيا بأضعاف ما فيها لك لسلمتها فدية مقابل أن تنجى.. أليست الدنيا إذاً ثمناً قليلاً؟ أليست ثمناً قليلاً؛ ولهذا تجدون في كل موضع يقول:(ثمنا قليلا، ثمنا قليلا).كلنا سواء من ينطلقون مقابل مصالح مادية، أو من ينطلقون باسم الدين نفسه فيتكيف مع هذا، وينسجم مع هذا، ويكتم جزءاً من الدين من أجل أن يرضى عنه هذا، أومن أجل أن يحصل على مساعدة منه،
اسئله اجوبتها في درس اليوم
١_تحدث بإيجاز حول:
=كيف:
*كرم الله بني اسرائيل؟
*ولماذا عاقبهم؟
وبماذا:
*امتن الله على العرب واكرمهم؟
*وما الاسباب التي قد تؤدي الى ضربهم؟
=معنى:
*(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)
*(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل)
*(وآمنوا بما أنزلت مصدقا" لما معكم ولا تكونوا أول كافر به)
*(ولا تشتروا بآياتي ثمنا" قليلا" وإياي فاتقون)