حول تحريف طبعات حاشية الصّاوي على تفسير الجلالين
ذكرتُ في كتاب (
كشف التحريفات في كتب الحديث والتاريخ، ج2، ص349) تحريفَ طبعة الكتاب الصّادرة عن دار إحياء التراث العربيّ في بيروت، حيث حُذِفَ كلامُ المؤلِّف في طعنه في الوهابيّة وتشبيهه إيّاهم بالخوارج الذين يستحلّون دماء المسلمين، وقد وقفتُ مؤخَّراً على طبعةٍ جديدةٍ لحاشية الصّاوي بتحقيق مرعي الرّشيد، نشر: دار تحقيق الكتاب، طُبعت في بيروت هذا العام (2024)، فراجعتُ الموضع المحذوف من الطبعة السابقة، وقد أثبتَهُ المحقّق وعلّق عليه بقوله:
(وقد حُرِّفَتْ هذه العبارة في كثير من الطّبعات الحديثة لهذا الكتاب، فلم يُذْكَرْ فيها: "وهم فرقةٌ بأرض الحجاز يُقال لهم: الوهّابيّة"، مع العلم بوجودها في النُّسخ الخطيّة والطبعات القديمة المعتمدة، وغابت مع الأسف الأمانة العلميّة عند هؤلاء المُحرِّفين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم)، انظر: حاشية الصّاوي على تفسير الجلالين، ج5، ص409.
وفي كلامه فائدتان:
1- أنّ كلام المؤلّف مثبت في النسخ الخطيّة والطبعات القديمة، فلا مجال لحذفه أو التشكيك في أصالة هذه العبارة.
2- أنّ الكتاب تمّ تحريفه في أكثر من طبعةٍ، وقد عرضنا في (كشف التحريفات) طبعةً واحدةً فقط، ونسأل الله التوفيق للوقوف على المزيد.