....
-النّضج-، عين ثالثة ذات بصيرة ثاقبة، وذات بُعدٍ رابعٍ، يُريك الأمور والأشخاص والأحداث بهدوءٍ ورويّةٍ واتِّزانٍ من دون اندفاع، يرتِّب لك الكون لا وفقًا لقاعدة الخير والشَّر فقط، إنّما وفقًا لفهم بشريَّة الإنسان، ما بين وعيه ولا وعيه وتجاذبه بين أطراف الصِّراع، والتَّناقضات التي يحياها دائمًا!
-النّضج-، نقيض المثاليَّة، صديق متفهِّم ومستوعب للصِّراع الإنساني، سواء للصراع بينه وبين نفسه أو بينه وبين أي شيء آخر.. يحلّله بدقَّة وموضوعيَّة، ويُبعده عن مقصلة إطلاق الأحكام بعبثية مقيتة غير ناصفة.. فالبشر مرضَى إطلاق الأحكَام، مولعون بسُوء الظَّن كما لو أنَّهم يتنافسون بالقباحة.. والنّضج ينأى بنفسه عن هذا المرض، لأنه مرض السَّخافة والسَّطحيَّة بامتياز!
أحيانًا أفكِّر كثيرًا بالدَّور الفردي لكلِّ إنسان فينا، ماذا يمكن أن نقدِّم كي نسرع في عملية نضج الأفراد في المجتمع كي يصير أكثر رقيًّا مما هو عليه، شيء ربما يشابه دور الشَّمس في عملية تنضيج الثمر، والمسح الضوئي الشَّامل بهدوء!
كي نعيش بشريتنا مع بعضنا الآخر، بعيدًا عن تنصيب مشانق إطلاق الأحكام، وتجريم بعضنا الآخر، لمجرَّد أن أحدنا أخطأ خطأً بشريًّا عاديًّا أو غير عادي..
ليس هناك خطأ من غير تاريخ، من غير أسباب، من غير تراكمات، قد يكون الخطأ ردّة فعلٍ على خطأ أعظم!
• رانيا إبراهيم..
🪵🍃