View in Telegram
ما أتعس هذا الصنف من البشر: يحكمهم الطاغية الجبار فيخضعون له، وقد يتحولون بطول الأمد وشدة الخوف إلى محبين مخلصين ومنافقين! فإذا سقط الطاغية بتضحيات بذلها غيرهم، اندفعوا يطلبون الحد الأقصى من حقوقهم، بل وبحقوق ليست لهم ولا ينفردون بها! فإذا فشلت التجربة وجاء طاغية جديد عادوا إلى حالهم القديمة، وكان أحسنهم حالا من يعض أصابع الندم ويضرب نفسه بالحذاء على وجهه أن كان من المخدوعين المغفلين!! وماذا ينفع الناس والبلد أن يضربوا أنفسهم بالحذاء أو حتى أن يحرقوا أنفسهم حرقا بعدما ضاعت الفرصة!! لقد كان أولى بأهل الثورة أن يكسروا رأس هؤلاء المغفلين المخدوعين، أو العملاء المأجورين، فمن كان مغفلا مخدوعا لقي الله بنيته فلعله يغفر له، ومن كان عميلا مأجورا لقي جزاء الدنيا والله يجزيه على شر عمله بما هو أهله في الآخرة.. ليكسروا رؤوسهم ولا تضيع البلد، ولا تفشل الثورة، ولا تذهب التضحيات العظيمة هدرا! هؤلاء من نمط الذين وصفهم النبي بقوله: فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا!! إن أخذ أهل الثورة على يد هؤلاء نجوا ونجوا جميعا.. وإلا، هلكوا وهلكوا جميعا! أسأل الله أن يحفظ الثورة السورية المباركة من المغفلين ومن المأجورين.. وإنه مما يبعث على الاطمئنان أن قائد هذه الثورة وأهلها ممن خاضوا المعارك وقبضوا على زمام الحكم وعرفوا كيف يحفظونه.. لا كغيرهم ممن عجز أن يكون حازما، إما لطبع رقيق جُبِل عليه، أو لغفلة وخديعة وقع فيها. وأريد أن أذكر إخواني بما هو معروف عندهم لا شك: الهيبة من أركان الحكم. وهذا ابن خلدون يكتب لكم من وراء الأيام ومن أعماق التاريخ: فصل في أن القلم والسيف كلاهما آلة لصاحب الدولة، إلا أن حاجة الدولة إلى السيف ما داموا في تمهيد أمرها أشد من حاجتهم إلى القلم. https://www.youtube.com/watch?v=Xk6AzB-YQc0&list=PLnpknmCXt_N4dlNIqnLknHrdbVMe3wRI3&index=7
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily