ولقد مات هرتزل في 1904.. ولكن خطته نجحت.. بل نجحت نجاحا مدويا، فإن اليهود الذين دربتهم بريطانيا وسلحتهم هم الذين أخرجوها من فلسطين ونفذوا ضدها عمليات تفجير واغتيال مؤثرة (أتمنى لو انبعث أحد لترجمة مذكرات مناحم بيجين لتكون متاحة باللغة العربية، ففيها جانب مهم من هذه القصة).
لقد صارت العصابات اليهودية جيشا مستقلا يعمل وفق أهدافه الصهيونية حتى لو غدرت بأمها البريطانية البروتستانتية.
السؤال الآن: إذا كان هذا تفكير رجل في أمة مستذلة متمسكنة، وضمن خطة هو فيها متستر بالقوى الكبرى.. فمن أين جاء تفكير "السلميين، والدعويين، والمنظرين" في أمتنا المسلمة التي تنطوي في نفسها وروحها وأعصابها على بحر من العزة، مستمد من نصوص القرآن والسنة وتراث طويل من عمل الأماجد الغابرين؟!!
أليس قد صدق ذلك الشاعر لما تعجب وركبه الذهول وهو ينشد:
وديني دين عز لست أدري .. أذلة قومنا من أين جاءوا؟!