تخيّل أيها الحبيب، أنّه وبعدَ عدّة آلافٍ من الأنوار الصّاعدةِ إلى السّماء، يحاول البعضُ أنْ يشيعَ بيننا عباراتٍ من وحي: "العين لا تقاوم المخرز". حقّاً؟ عنجد؟ . أفهمُ أنّ يكون لديكَ اعتراضٌ على الأخطاء التي وقعت، والتي كان ثمنها كبيراً. ولكنْ، ألم تقرأ شيئا من تتاريخ نضالات الشعوب والجماعات؟ ألم تقرأ شيئا من تاريخ نضال الشعب الإيرلندي على مدى مئات السنوات، والذي قدّم ملايين الشهداء والجرحى، وتعرّض إلى أنواعٍ من الحصارِ، وتشويهِ السُّمعة العالميَّة، والتّهجير.. والجزائر؟ وفييتنام؟ والخ. . رغمَ كل شيء يحصل، وأنّ هذه الحرب ستنتهي مع كل الجراح الحاصلة.. إلا أنَّ إيماني العميق جداً بقدرة وقوة وفكر وعقل وروح المئات من الآلاف من الشباب الذين سيبقون بعد الحرب، وأنهم سيتعلمون من الأخطاء.. وأنهم سيصرّون على العلم والمعرفة والحرية في استعمالهما، وأنهم سيقدّسون الجبال والوديان، ويتركون المدن والقرى لأهلها.. وأنّهم سيلبثون في بواطن الأرض، وأعماق الحفر، ويبنون هناك البوابات النهائية للحرية.. هذا الإيمان، ليس إيمان المستسلمين واليائسين. هو إيمان بقية السادات والعمائم والدماء.. هو إيمان النبتة البرية.. إيمانُ أنّ من سيبقى منا، سيكون أشدّ ذكاء في تجاوز الألغام والأخطاء السابقة.. وأنّه سيستثمر كلّ إنجاز حصل، كي يضاعفه في المستقبل. . عن أي عين وأي مخرز يتحدثون؟ . نحنُ في زمنٍ مختلفٍ. كلّ يومٍ يقوم فيه الشبابُ، بعملٍ وإنجازٍ، كنا نحلمُ أن يحصل. . يا ربّ الأنوار والسعداء والشهادات الحمراء..! يا ربّ الجراح والصراخ والعيون المغلقات.. يا ربّ النزف والوجع والهجرات.. يا ربّ الراحلين من الرفاق والعمائم والسادات! نحن نعلمُ أنّك ترانا، وأنّك تريد منّا أن نتعلّم قول لا، لكل من لا يفهم معنى الاستقلال والنصر، وأن نتربّى في طريق الحرية. يا رب جبل عامل والبقاع وبيروت وبعلبك..! يا رب لبنان الجميل الواسع! ثبّت هذه القلوب بمسامير الصبرِ، وألقِ الروحَ في أحلامنا، والقوة في سواعدنا، وقرّب علينا مسافة الحرية. . #ب_كجك #أنار