*الرد على منكري هذا الزواج*
قال ابن بهران الصعدي في «جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار» (3/51): « عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتت له بولد اسمه زيد, وتوفيت هي وزيد في يوم واحد بعد قتل عمر بزمان طويل, وجميع ذلك مشهور والذي يقال من أنه لم يدخل بها, وأنه أكره عليًا عليه السلام أن يعقد لها بها ونحو ذلك مما لا أصل له, وإنما هو من حشو الرافضة».
ومن آخر من دافع في الرد على شبه بعض المتأثرين بالإمامية مجد الدين المؤيدي في «لوامع الأنوار»(3/307)., ومما قاله: «تزوجها عمر، وفي قصة العقد أخبار متضاربة؛ أما التزويج فقد وقع بلا ريب، وقد كان اعتذر أمير المؤمنين عليه السلام بِصِغَرِهَا وكِبَرِهِ، ثم رضي بعد ذلك قطعاً؛ وإن القول بعدم رضاه فيه من الفضاضة وانتهاك الحرمة، ونقص الدين والمروءة، أعظم وأطمّ من عدم الكفاءة المدّعاة وتوفيت هي وولدها زيد بن عمر في وقت واحد رضي الله عنهما».
وممن رد ودافع بنحو دفاع مجد الدين المؤيدي من المتقدمين: القرشي في منهاج المتقين (ص420), وابن بهران الصعدي في حاشيته على البحر الزخار (2/533), وابن الأمير في منحة الغفار (4/228), وأبو القاسم البستي في «الإكفار والتفسيق» (ص134), ويحيى بن حمزة في «التحقيق (2/543) وغيرهم.
*ذكر هذا الزواج كأحد الأدلة لحسن علاقة عمر بن الخطاب مع علي*
قال القرشي في منهاج المتقين (ص421): لو كان بينهما معاداة، ووحشه لما زوجه إياها وإنما شدد عمر في تزويجها رغبة في ابنتها ومنصبها، ولقوله عليه السلام: «كل نسب وسبب ينقطع غلا سببي ونسبي» فأحب التزويج من أهل البيت.
وقريب من هذا ما ذكره أبو القاسم البستي في أدلة التكفير والتفسيق (ص134), ويحيى بن حمزة في التحقيق (2/543).
*فائدة*
ذكر العلامة علي بن عبد الله الحسني وهو من أئمة آل البيت المالكية في جواهر العقدين (2/141) حديثًا من رواية الحسن بن محمد بن يحيى العلوي أنه حدثه جده يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن زين العابدين بن الحسين السبط بن علي قال حدثني أبي الحسن بن جعفر عن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن محمد بن زين العابدين عن جده علي بن الحسين زين العابدين أن عليًا عزل بناته لولد أخيه جعفر بن أبي طالب قال: فلقي عمر عليًا فقال يا أبا الحسن انكحني ابنتك أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله ق فقال علي: قد حبستهن لولد أخي جعفر فقال عمر والله ما على وجه الأرض أحد يرصد من حسن صحبتها ما أرصد فأنكحني يا أبا الحسن, فقال قد أنكحتكها قال: فعاد عمر إلى مجلسه بالروضة بين القبر والمنبر حيث يجلس المهاجرون والأنصار فقال عمر: رَفِّئُونِي. قَالُوا: بِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بِأم كلثوم بنت عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه. وابتدأ بحديث عن النبي ق قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ صهر أو نَسَبٍ وَسَبَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا صهري نَسَبِي وَسَبِبِي» وإني كانت لي صحبة أحببت أن يكون لي معها سبب.
ثم قال العلامة علي بن عبد الله الحسني: «وخبر تزويج علي لابنته من عمر لا يرتاب فيه من مارس الأخبار أدنى ممارسة».
قلت: وإنما نقلت عن الإمام علي بن عبد الله الحسني وهو ليس من الزيدية لأمرين:
الأول: لأنه من أئمة آل البيت.
الثاني: لإكثار أئمة الزيدية من النقل عنه وعن كتابه هذا.
قلت: وقد استفاض النقل عن محمد الباقر, وجعفر الصادق روايتهما لزواج عمر من أم كلثوم فقد رواه عن محمد الباقر: جعفر الصادق وسفيان بن عيينة, ووهيب بن خالد, وأنس بن عياض والدراوردي عروة بن عبد الله بن قشير, ومن أراد تتبعها فسيجدها في مظانها من كتب المحدثين, ولولا خشية الإطالة لفصلت في تخريج ذلك.
*الهدف من هذا المنشور*
👈 فإن قيل فما سبب هذا المنشور
فالجواب: أنشأت هذا المنشور لأمرين:
1- أن يُعلم أن مذهب آل البيت من الزيدية في هذه المسألة هو كمذهب أهل السنة سواء كانوا من آل البيت أم من غيرهم.
2- أن هذا أحد الأدلة القوية التي تثبت حسن علاقة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فهذا دليل من عشرات الأدلة التي تثبت مودتهما وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» أخرجه جمع من أئمة أهل السنة واحتج به جمع من أئمة الزيدية منهم حمود المؤيد في النور الأسنى (ص322), وابن مفتاح في شرح الأزهار (4/240), وابن المظفر في البيان الشافي (2/207), والهاروني في شرح التجريد (3/34), والإمام القاسم بن محمد في الاعتصام (3/253), وأحمد بن سليمان في أصول الأحكام (1/546) وغيرهم كثير.
وإلى هنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://t.center/maqalatabdalalhalqhy