هذه الآية تُعالج نفسية المؤمن وهو يرى كثرة جند الباطل من حوله، ويشعر بغربةٍ في الميدان، وأنه يسبح عكس التيار، وأنَّ التيار يجرف جموع الغافلين في مسار الباطل، فإن لم يكن ففي مسار السكوت عن الباطل، وحينها تهب على قلبك نسائم هذه الآية: ﴿قُل لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ﴾
لتنتشِلك من هذه الأزمة، وتصيغ نفسيتك من جديد صياغة تكفل سكينتك وطمأنينتك.
والله يصيبني الحزن، أن أرى مسقيم أو مستقيمه، قد أرخصوا دينهم، ورموه في محال الشياطين،
أعلم أنهم صادقون، ومخلصون، لكن يجهلون، يظنون أن كل بريق لمع هو نور هداية، وما يعلمون أن للباطل قدرة على التزييف، وأن الشيطان فقيه بنا ويعلم كيف يصل،
فيا إخواني ويا أخواتي، ألحوا على الله أن يهديكم هداية تميزون بها بين الحق والباطل، فكثير من الباطل يشبه الحق، وما مسجد الضرار عنا ببعيد، لكن علمنا الله بقوله: ( لا تقم فيه أبداً..) ثم تعلموا العلم، واسمعوا لمن يعطيكم منهجية لا معلومه، لمن ينقلكم إلى ما وراء الأحداث لا الحدث.