تشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيغدو الكون غربةً من دونه فوق اغترابك!
وتجد أنك كل يوم تحاسب نفسك على الزلّات، فتلومها على النافلة إن فاتتك، على السنة إن لم تُصلِّها، على تقصيرك في القرآن، وحتى على خواطرك، وعلى طريقة غضبك حين تغضب ومتى وكيف تتكلّم.
كل مناك أن تتمثّل: (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه...).
كل مناك أن تزوره، فلا يحدث!
كل رجاك أن تراه في منام، فلا يكون!
ولأجل هذا الحب في رحلتك إليه تتخلّى عن كثيرٍ من العيوب وتخفّف منها، وتتعلّق بأعمالٍ ترفعك لأمنيتك السامية.
فما أنداه من حبٍّ يربّي يُرقّي أهله.
تقترب منه فتحب أن تقترب أكثر، ويصبح في كل خواطرك طيلة يومك، فيشدّك الحب لمعرفة سيرته والقراءة عنه، وتدمنُ الصلاة عليه -صلى الله عليه-، وأنت تظن كلما فتِرتَ أنك لن تذوق الحب مجددا! لكن بمجرّد العودة للصلاة عليه تعود عجلة القلب للعمل من جديد فتشتهي ألا تقوم!
إحساسٌ يراود أناملك التي تمسك سُبحتك أنك تمسك يدهُ، وإحساسٌ يراود روحك أنك الآن تجالسهُ، وإحساسٌ يراود سمعك أن قلبك يسمع ردّه.
فتسلو.
وما لك لا تسلو! (ومن لم يجد إلا صعيدًا تيمَّمَ).
وحين تسمع عنه تتملّى وتتمنى لو يطول اللقاء الذي يتحدث عنه ساعاتٍ تلو الساعات، تستأنس تسلو ويواسيك بحروفه التي تقطرُ نور، يداري قلبك المحزون وتشعر أن لكلماته وقعٌ وسِرٌّ مختلف، يعمل في قلبك أشياء كثيرة تغرّد وتداوي وتلوّن حياتك بالفرح، وتجيبك على متهات عمرك وروحك وفكرك على حدٍّ سواء.
ويكبر هو في قلبك وعقلك وتصغر أنت بعين نفسك من عيوبك!
تشعر كلما اقتربت أنه من المحال أن تنال وِصالًا لما أنت عليه رغم الحب من التقصير! لكن من حيث تدري ولا تدري الحب هتّانٌ إلى روحك، يحوم بالحنان حولك، وقلبك يعمرُ كل يومٍ بازديادٍ لهذا الحب.
(النبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسهم...)
يا أولى بي منّي..
لا تُكثِرِ الهجرَ إنّي
محبكم بل شغوفٌ..
لا تبعُدَن رسولي عنّي
أحِنُّ للوصالِ..
وشفّ بي مقالي
والحزنُ بي يصولُ
رباه ضاق حالي
ناديتُ يا رسولي..
أحِنُّ للوصولِ
لكنكم كرامٌ..
كغيمةِ الهطولِ
😭😭😭🕊💚
نور عدنان الزرعي