View in Telegram
#‏فضل_معرفة_أسماء_الله_الحسنى وأهمية دراستها وأبرز ضوابطها نقلا من موقع: طريق الإسلام الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فإن الحديث عن الله تعالى وأسمائه وصفاته حديث مَهيب، حديث لا يعدله حديث، هو حديث عمن لا تحيط به العقول، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بالقَدْر الذي أخبر به الرسل عن طريق الوحي. العيش مع أسماء الله الحسنى والتأمل فيها حياة أخرى، ينتقل بها المرء إلى عالَم آخر، يحلّق بها إلى فضاء أوسع من حياة الناس المادية الضيقة، بل أجزم أن المسلم بعد دراسته لهذه الأسماء ستتغير حياته، وسينظر إليها بنظرة مختلفة، فيها الكثير من المعاني الجديدة، وتتجلى فيها تفسيرات لأسرار كثيرة. أولاً: فضل معرفة أسماء الله الحسنى: يكفي في فضل معرفة أسماء الله الحسنى دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «(إِنَّ لِله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا – مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا – مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) » [متفق عليه] . واختلف العلماء في المراد بالإحصاء في الحديث، فبعضهم قال بأن المراد هو مجرد حفظها، وبعضهم قال بأن المراد هو فهم معانيها والدعاء بها والعمل بمقتضاها. قال النووي: “أما قوله صلى الله عليه وسلم: «(من أحصاها دخل الجنة)» ، فاختلفوا في المراد بإحصائها، فقال البخاري وغيره من المحققين معناه: حفظها، وهذا هو الأظهر، لأنه جاء مُفَسَّراً في الرواية الأخرى (من حفظها)، وقيل: أحصاها: عدَّها في الدعاء بها، وقيل: أطاقها، أي: أحسن المراعاة لها، والمحافظة على ما تقتضيه، وصدَّق بمعانيها، وقيل: معناه: العمل بها والطاعة بكلِّ اسمها، والإيمان بها لا يقتضي عملاً، وقال بعضهم: المراد حفظ القرآن وتلاوته كله، لأنه مستوفٍ لها، وهو ضعيف، والصحيح الأول”. (صحيح مسلم بشرح الإمام النووي) ولا شك أن الأولى أن يكون معنى الإحصاء شاملاً للفظ والمعنى والعمل، فيكون معنى الإحصاء هو عدُّ هذه الأسماء وحفظها وفهمها والدعاء بها والعمل بمقتضاها. ثانياً: أهمية دراسة وتعلم أسماء الله الحسنى: لدراسة أسماء الله الحسنى أهمية كبيرة وفوائد كثيرة، من أهمها ما يلي: ١- التعرف على الله تعالى، فمن أراد أن يعرف ربه ويقترب منه فعليه بالإقبال على دراسة أسمائه الحسنى وصفاته العلا، لذا فإن دراسة أسماء الله الحسنى من أشرف العلوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم هنا هو الله جلَّ جلاله. ٢- زيادة الإيمان وتثبيته، فالإيمان يزيد وينقص، ومن أهم أسباب زيادته وتقويته وتثبيته التعرف على الله تعالى بأسمائه الحسنى. ٣- دعاء الله وسؤاله بها، فمن عرف أسماء الله الحسنى وفهم معانيها عرف بماذا يدعو، قال الله تعالى: ﴿ {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ﴾ [ الأعراف: ١٨٠] ، وقال تعالى: ﴿ {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرحمن أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ﴾ [الإسراء: ١١٠] . ٤- تحقيق خشية الله عزَّ وجلَّ، فلا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا من عرفه حق المعرفة، ومعرفته لا تتم إلا بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا، قال ابن كثير: “إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر”. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير) ٥- تزكية النفس وتهذيبها، فإنه لا أنفع من معرفة الله تبارك وتعالى لتزكية النفس، فمن عرف ربه حق المعرفة من خلال دراسة أسمائه الحسنى زكتْ نفسه وطهرتْ وسمتْ في الفضائل والمعالي. ٦- تحقيق سعادة النفس وانشراحها وطمأنينتها، فلا شيء أسعد للنفس من التعرف على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا. #الأسماء_الحسنى
Telegram Center
Telegram Center
Channel