والآن بعد أن تنقّلت روحك في حقول أسماء الله الحسنى:
أوصيك أن تلازم الدعاء بها وتعظيم استحضارها في تفاصيل حياتك:
فوّض أمرك للوكيل..
بُث همومك للمجيب،
وأرح كسور قلبك عند عتبات دعاء ربّك الجبّار
{وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها}
و عندما تهمّ بذنب ما يجدر بك أن تستحضر فكرة أنه سبحانه عليك رقيب..
وأنّه الديّان الذي يحصي كلّ ما دقّ وجلّ من عملك.
وكما يقول ابن القيّم -رحمه الله-:
"وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة باريها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلَمَ، كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر، كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد، والله يُنزل العبدَ من نفسه حيث يُنزله العبدُ من نفسه، فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنُه عَجب، وفتحه عجب، صاحبُه قد سِيقَتْ له السعادةُ وهو مستلقٍ على فراشه غَيرَ تَعِب..."
ثم الحمدلله الذي أذن لنا أن نتذوّق من كوثر معرفته العذب:
"الحمدلله في بدءٍ ومختتمٍ
فالله أكرم من أعطى ومن وهبا"
شاكرين لكم..
وانتظرونا في مبادرة أخرى إن شاء الله، فلن نرتوي أبدا من معرفة ربنا حتى نلقاه فننظر إلى وجهه الكريم -سبحانه وبحمده-.
#مبادرة_من_أحصاها