View in Telegram
القوي المتين جل جلاله فإننا إن نصَرْنا الله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وفِعْل ما يُرضيه؛ فإن الله تعالى ناصِرُنا على عدوِّنا مهما قلَّ عدَدُنا وعُدَدُنا، ومهما عظُم عَدَدُهم وعُدَدُهم؛ وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [هود: 66]، وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]، فسبحانه كامل القوة، كاملُ العزة. • ومِن كمال قوته وعزَّته أنَّ نواصي الخلق بيديه، وأنه لا يتحرك متحرِّكٌ، ولا يسكن ساكنٌ، إلا بإرادته ومشيئته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. • ومِن كمال قوته أنه رفع السماوات بلا عمَدٍ؛ قال تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [غافر: 57]، وقال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 10، 11]. جبال الهيمالايا: يبلغ ارتفاعها اثني عشر ألف متر، ولها قاعدة تغوص تحت الأرض بعمق أربعة وعشرين ألف متر، فجميع جبال الأرض ثلثها فوق الأرض وثلثاها تحت الأرض، فمَن الذي خلَقَها؟ ومَن الذي جعلها أوتادًا للأرض لئلا تميد بنا؟ ومن الذي جعلها مصدَّات للرياح؟ ومن الذي جعلها مستودعًا للكنوز؟ إنه القوي المتين جل جلاله. • ومن كمال قوته أنه يمسك السماء أن تقع على الأرض، ولو تركها ما قدر أحد على إمساكها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: 41]. • ومن كمال قوَّته أن في كونه وخلقه عجائبَ وأسرارًا، مهما عظُمتْ قوى الأرض لن يستطيعوا لها تفسيرًا، إلا إذا شاء الله. يسمع الكثير عن مثلث برمودا، الذي هو سِرٌّ من أسرار الله في أرضه، طائرات عملاقة تطير فوقه فتسقط في المياه بلا أي خبرٍ يُعرف عنها، وبواخر عملاقة كذلك، كل ذلك مردُّه إلى أنَّ الله قويٌّ عزيز. • قال تعالى: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [الشورى: 19]. • وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58]. فمِن أعظم آثار قوة الله جل جلاله: تكفُّله برزق جميع الخلائق، وهذا ما لا يقوى عليه إلا الله. قال العلامة السعدي رحمه الله: "ومن قوَّته أن أوصَل رزقه إلى جميع العالم..." معنى الاسم في حق الله: (القوي) جل جلاله: هو الذي لا يغلبه غالب، ولا يفوته هارب، ولا يَردُّ قضاءه رادٌّ، ينفذ أمرُه ويمضي قضاؤه في خلقِه، شديد عقابه لمن كفَر بآياته وجحد حججه" (القوي) جل جلاله: هو الذي تتصاغر كل قوة أمام قوته، ويتضاءل كل عظيم أمام عظمته. (القوي) جل جلاله: هو الذي يُعطي القوة بحكمته لمن يشاء، ويسلبها ممن يشاء، فبينما الرجل في أوج قوته وكامل صحته إذ بالمرض يدهمه؛ فلا يقوى أن يصلب عوده أو يرفع رأسه، ويضعف عن حمل أقل الأشياء. ويأتي القوي في كتاب الله تعالى في سياقين: الأول: الإخبار عن تدمير الظالمين والمذنبين. الثاني: سياق النصر والتأييد والتفريج للمؤمنين والمستضعفين. وهل هناك فرق بين القوي والقادر والمتين؟ الحقيقة أنه لا فرق، إلا أنَّ القوي هو: "الكامل القدرة على الشيء، تقول: هو القادر على حمله، فإن زدْتَه وصفًا قلت: هو القوي على حمله" وأما المتين: قال الغزالي: "والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى..." وقال الخطابي: "المتين: الشديد القويُّ الذي لا تنقطع قوته، ولا تلحقه في أفعاله مشقَّة، ولا يمسه لغوب" #مبادرة_من_أحصاها
Telegram Center
Telegram Center
Channel