༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ٤٦ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹* تابع البديع * 🔹•.¸¸.••🖱
🔹️سر وسيبقى سرًا🔹️ ✿- لو استطعنا أن نلتقط صورة للحبال الصوتية وتجويفات حناجر مئة شخص، فإنه يصعب علينا أن نلحظ فرقا تكوينيا بينها ❓️فمن أين بات صوت أحمد غير صوت خالد وصوت خالد يختلف عن صوت زياد؟ ❓️ما هو الشيء الذي يصبغ أصواتنا بخصوصياتها، ويجعل بحة هنا، وحدة هناك، وضخامة في هذا الصوت، وحنانا في تلك النبرة؟
👈🏻وليست القضية في ضخامة الصوت وحدته، بل إنك تسمع عشرات الأصوات الحادة، ثم تجد لكل صوت بصمته.. وتسمع عشرات الأصوات الضخمة فتجد لكل نبرة منها تميزها ..
✿- في علم الأصوات هناك طبقات صوت ذكورية وأخرى أنثوية، ويندرج تحتها كل صوت بشري تسمعه.. 🪩فطبقة "باريتون" مثلا، تندرج تحتها مئات الأصوات الرجالية التي تعرفها، وكثير من القراء مختلفي الأصوات يمكنهم أن يندرجوا تحت هذه الطبقة.. 🪩قل مثل ذلك عن طبقة تينور، وطبقة باس وغيرها .. ❀- ونحن لا نحتاج إلى تعمق في معرفة تفاصيل صوتية حتى نندهش من إبداع الله تعالى لأصوات البشر.. 👈🏻يكفيك أن تقارن بين نبرتك أنت ونبرة أي شخص آخر يعيش معك، ثم تتساءل: ❓️كيف اختلف الصوتان؟ مع اتفاق كل أو غالبية التفاصيل المنتجة لهذا الصوت؟
⬅️اسمع القارئ الشهير "عبد الباسط عبد الصمد"، وكيف يؤدي نبرة الجواب الحادة، ويملؤها بشجن يذيب القلوب، وقارن بينها وبين ذات النبرة لدى القارئ "شعيشع"، مع أنهما ينتميان لنفس الطبقة ؟
👈🏻إن الأصوات في حناجرنا كألوان الحياة.. إذا استطعت أن تتخيل حياة خالية من الألوان ستستطيع أن تتخيل كلاما خاليا من التميز النبري، والخصوصية الصوتية.
🔹️نباح الديك🔹️ ✿- وفي الريف... 🍥هناك كلب ينبح اختار البديع له النباح دون غيره من الأصوات... 🍥 وديك يصيح، علم الله أن صباحاتنا ستكون بشعة لو أن صوته نباح لا صياح 🍥وبلبل يغني على الفنن، بصوته المسكون بالشجن... 🍥وحصان يصهل، وشاة تثغو وهرة تموء، وذئب يعوي... ✿- لو أن للحيوانات صوتًا واحدًا، فكيف تهرب إن سمعت ذئبا من خلفك يعوي، ما دام أن الدجاجة والهرة والبلبل كلهم يعوون مثله ؟
👈🏻نحن فقط لم ننتبه لمثل هذه الأهمية للأصوات، وإلا فإن هذا الموضوع حري بأن يطرد كل الهرطقات التي نظنها فكرا منضبطاً يحاول أن يحاورنا عن هل الله موجود أم لا؟
✿- {أَفِي اللَّهِ شَكٍّ} [إبراهيم: ١٠]؟ ❓️هل ينبغي أن يخالج النفس شك في هذا الرب الذي لم يغفل عن هذه التفاصيل الغاية في الدقة، فلم يكتف بخلق هذا العالم المكتظ بالحيوات، بل واختص كل حنجرة من حناجر مخلوقاته بدرجة صوتية، وطريقة أداء ومعنى تشعر به النفس لحظة سماع الصوت.
🍥صوت إغلاق الباب ليس كصوت انكسار الكأس ليس كخطوات إنسان يسير، ليس كتدفق ماء جدول.. لكل شيء صوت.. ولكل صوت معنى.. ولكل معنى عمق يجعل الحياة حياة، وبدونه كانت ستبدو الحياة سجنا شعوريا متشابها حد الوحشة.
🔹️العين🔹️ ✿- ومما أبدعه البديع سبحانه أن يرى الإنسان الصور والمشاهد أن يبصر ما حوله.. فلو لم يكن يرى لتعثرت حياته ولتوقفت عن سيرها !
👈🏻كنت مرة أتحدث مع طلابي عن النعم التي لم نعد نشعر بها، ثم هداني الله لأسلوب سهل لا يحتاج إلى كثير من الكلام، وقد أدى مفعوله المؤثر في قلوب الطلاب أقمت طالبا وعصبت على عينيه، وأمرته بأمر سهل، كأن يأخذ قلما من على الطاولة ثم يعطيه الطالب الفلاني.. استغرق دقائق وهو يتحسس فضاء الفصل، ثم بعد ذلك طلبت منه أن يفتح العصابة، فإذا به بعيد جدا عن القلم وعن الطالب
👈🏻عاد لمكانه الأول وطلبت منه نفس الطلب دون أن أعصب على عينيه فنفذه في ثوان قليلة...
❓️أتساءل: كيف ستكون حياتنا صعبة لو خلقنا الله عميا؟ ❓️كيف كنا سنتفاهم، ونعرف بعضنا، ونسير من مكان إلى آخر، ونصنع وننتج ونطور، ونعمر الحياة؟
🍃في مدينة ينبع البحر كنت خارجا من محل بيع الجوالات، وقبل أن أركب سيارتي رأيت رجلا ستينيا أعمى على طرف الرصيف يتحسس فضاء المكان بيده، وكان الرصيف مرتفعا جدا بحيث أن سقوطه كان مضمونًا إن استمر خطوة واحدة وصلت إليه في آخر لحظة وأمسكت به.. أركبته لأوصله إلى مقصده 👈🏻وعلمت أنه أكمه والأكمه هو من ولد وهو أعمى 🍃أي: أنه لم ير شيئًا في حياته سألته سؤالا كان يلح علي معناه من مدة طويلة: ❓️كيف تعرف الألوان؟ وأوصاف البشر ؟ جمالهم وقبحهم ؟
⬅️جوابه تشظى داخلي.. ✿- إنه لا يعلم شيئًا محددًا عن جمال الطبيعة، ولا عن روعة البحر، ولا عن صفاء السماء، ولا عن إشراقة الصباح، ولا عن معنى الألوان وسحرها الأخاذ...
❓️اسأل نفسك: كم مرة رأيت طفلا يلهو، أو طائرا يحلق بجناحيه، أو مسجدًا شامخ البنيان، أو سحابة ناصعة البياض.. ⬅️ثم تأكد أن هناك من بلغ الستين والسبعين والثمانين ولم ير هذه الأشياء مطلقا.