༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ٢٧ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹 *تابع الفتاح* 🔹•.¸¸.••🖱
🔹️فتح الدعاء🔹️ ✿-ومن غرائب الفتوح أن يفتح الله عليك في ذكره، وحمده، ودعائه !
💠وللفتح في الدعاء صورتان: ☄️أن يفتح لك في باب الخشوع والإخبات فتغشاك وأنت تذكر وتدعو مشاعر خاصة، يعرفها المجرّبون، تذوب إزاءها جميع رغباتك، وتتلاشى كل كرباتك، وتود لحظتها أن تختصر ساعات عمرك، وسنوات حياتك في تلك المشاعر الخاصة، التي تحيلك إلى واقف بين يدي الجبار سبحانه، تبتهل إليه وكأنك تراه، وهي من اللحظات النادرة في عمر الإنسان، وحري بمن استشعرها أن تكون إجابة دعواته أقرب إليه من شراك نعله!
💮وكأني ألمح هذا المقام الدعائي الرفيع في دعاء النبي ﷺ يوم بدر، ذلك الدعاء الذي انهالت فيه دموعه، وسقط فيه رداؤه وغمرته نفحات كادت أن تنسيه وعد الله له بأن ينيله إحدى الطائفتين، حتى جاءه أبو بكر الصديق مذكرا له بذلك الوعد
❀- فإذا ما ذقت هذا الذوق، واستشعرت هذا الشعور في لحظة فريدة من لحظات عمرك، فانصرف إليها بكليتك، فلا أعظم منها، فهي العبادة المحضة، والقرب الخالص منه سبحانه، وعليك بأن تنسى الدنيا تمامًا، وأن تؤجل جميع مواعيدك، وأن تلغي كل أمورك المهمة وغير المهمة، فأنت لحظتها في أهم ما يمكن تصوره، وأعظم ما يمكن تخيله.
☄️أما الصورة الثانية فهي أن يفتح الله عليك من محامده في الدعاء والثناء عليه ما لم تكن تعلمه من قبل، وما لا يمكن للغتك أن تصنعه، ولا أظن مثل هذا النوع من الفتوح يليق في صورته الكاملة بأحد إلا برسول الله ﷺ في موقف واحد، وهو عند سجوده تحت العرش في يوم العرض الأكبر، فقد أخبر أنه يفتح عليه من المحامد ما لم يكن يعلم! ⬅️فلعل أسماء الله حسنى لم يكن يعلمها، وصفات من صفاته العلى لم يكن يدريها، وأفعالا من أفعاله العظمى لم يكن يدركها من قبل، أوحي إليه بها في ذلك المقام المهيب، فحمده بتلك الأسماء والصفات والأفعال، فكانت المنة من ذي المنة، والفتح العظيم من الفتاح العليم.
🍃أما في صوره الجزئية فالرب كريم، فقد يفتح على عبد في دعاء بجمل وكلمات ودعوات لو حاولها بقريحته لم تتيسر له، ولكنها اندفعت من لسانه وفاض بها جنانه فتحا ووهبا وعطاء...
🔹بكاء النووي🔹 ✿- ومن أعظم ما يفتح الله به على العبد أن يجعله مقبلا على القرآن الكريم، تلاوة وحفظاً وعملا... ❀- وكلما زادت الصوارف، زاد معنى التوفيق والتيسير في هذا الأمر
✨️ومما يُذكر قول ياسين المراكشي عن الإمام النووي وهو صبي صغير، يقول: رأيت النووي وهو ابن عشر سنين والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم ويقرأ القرآن في تلك الحال، فوقع في نفسي محبته ولا أحتاج أن أخبرك ماذا صار بعد هذا الصبي المتعلق بالقرآن، وما هي البركات التي خصه الله بها فيما بعد، ونظرة منك لكتبه المباركة، مع عمره القصير لتجعلك تدرك شيئًا من هذه الفتوح.
◀️ولا حاجة لاستدعاء أمثلة بعيدة، فإنه يمكنك أن تدخل أي مسجد بعيد صلاة العصر أو المغرب، ثم تنظر إلى فتيان في عمر الزهور قد عكفوا على حفظ كتاب الله، ثم اخرج وانظر إلى من هم في أعمارهم أو أكبر أو أصغر منتثرين في الشوارع يلعبون لتعلم أن الله يصطفي لكتابه من أراد من عباده، ويفتح لمن شاء ما شاء من أمور الخير والعلم.