༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ٤ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹 *تابع الرحمن* 🔹•.¸¸.••🖱
🔹الشعور الفياض🔹
✨️عن أبي هريرة الله قال : قال النبي ﷺ : «إن الله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة.
✿- ومن رحمته بخلقه أنه ينزل في قلوب الوالدين من الرحمة تجاه أبنائهم ما لا يمكن أن يقوم به عيشهم لو لم تكن تلك الرحمة، وتلك المشاعر التي لا يستطيع مخلوق أن يتحكم بها. فلو دفع لأم أموال الدنيا على أن تلقي صغيرها من شاهق لما فعلت، ولو كلف أب أن يدفع بابنه أمام سيارة مسرعة، وجعل له مقابل ذلك كنوز قارون لما فعل ذلك ما هي هذه المشاعر التي تقاوم مثل هذه الإغراءات، وتصمد في وجه هذه العروض؟
❓️كيف استطاعت فكرة الإلحاد تجاوز هذه المشاعر التي لا يمكن لملحد أن ينكر وجودها في أعماق أعماقه! ❓️ما اسم الخلية المخصصة لهذه المشاعر ؟ أو ما هو الإنزيم المحفز الشعور الرحمة في قلب الأب؟ أو ما طبيعة الأنسجة التي تكون مسؤولة عن مثل هذا الإحساس في جسم الأم؟
❓️فقط اسأل الملحد عن سر تحوّل القطة إلى وحش مفترس لحظة اقترابه من صغيرها ؟ ❓️وكيف يمكن للداروينية تفسير هذا الشعور ؟ وإذا كان غريزة، فمن الذي غَرَزَها ؟
✿- إنها الرحمة التي أنزلها الله من رحماته المئة لعباده حتى يتراحموا فيما بينهم، فلا مادية تستطيع أن تحدد مكان هذه الرحمة، ولا مختبر يمكنه أن يقيس حجم هذه الرحمة ولا ميكروسكوب يقدر على رؤية جزيئات هذا الشعور الفياض.
🔹فاسأل به خبيرا🔹 ومن جلال هذه الصفة، وهذين الاسمين أنه اختارهما ليكونا في البسملة التي يبتدأ بها قراءة القرآن، فيقول قبل أن يشرع في قراءة سورة من القرآن الكريم: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ويكررها المسلم في أعمال يومه وليلته.. وكأن رحمته سبحانه هي السبب في كل خير نناله والسبب في صرف كل شر نخافه، وهي التي لا قوام للعيش بدونها، ولا يتصور حياة خالية منها .. ✿- لذلك كان تكرار ذكرها مهما، حتى تصنع كثرة تكرارها، وتردادها في نفس المؤمن شعورًا برحمة ربه، وعمقا في هذا الشعور.
🍁ومن عظم صفة الرحمة، واسم الرحمن أنه سبحانه عندما ذكر استواءه على عرشه جاء بهذا الاسم مرتين في القرآن فقال مرة: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، وقال أخرى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَسْئَلَ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٥٩]
✿- وكأن في استشعار العرش العظيم، ثم في استشعار استواء الجبار على عرشه مشاعر خوف وخشية ورهبة عظيمة تمس القلوب الحية فأتى سبحانه بهذا الاسم الذي تفيض منه أنوار الرحمات والبركات ليطمئن عباده المتقين، فإن كان استواؤه على عرشه واطلاعه على خفاياهم وعلمه بكل ما يخفون وما يعلنون يستوجب خوفًا، فإن عليهم ألا ينسوا أنه الرحمن الذي وإن علم ذنبك فهو يحب أن يغفره، وإن سمع تجاوزك فهو يفرح بتوبتك وإن رأى خطأك فهو يريد أوبتك فهو الرحمن الذي يسبق حلمه علمه، ورحمته غضبه وعفوه انتقامه.
✿- ثم لتتأمل في الآية المذكورة (فَسۡـَٔلۡ بِهِ خَبِیرࣰا ) يأمرك الله سبحانه أن تسأل عنه، وتزيد علمك به، يقول ابن كثير رحم الله في تفسير هذه الآية: أي: "استعلم عنه من هو خبير به عالم به فاتبعه واقتد به" وهذا من عظيم رحمته، أن لم يجعل أمر هذه المعرفة الشريفة مقصورة على ما فطره في نفوس عباده من حبهم لمعرفته، بل أمرهم بهذه المعرفة أمرًا، حتى يحصل لهم بها ما يحصل من الزكاء والهداية. 🔷🔹 يتبع 🔹🔷 ❀-••-❀🔹-- ✿ --🔹❀-••-❀🖱