تدوين ♯

"قال رسول الله ﷺ: (عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزِلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فَرَجَكم قريبٌ). [حديث حسن، رواه أحمد]
‏والمعنى: يتعجب ربنا من يأس عباده من الفرَج وقد اقترب تغيير حالهم، فينظر إليهم أزِلين: واقعين في الشدة، فيضحك وهو يعلم اقتراب الفَرَج! "

#منقول

#خاطرة

انقل همّك الذي يقتصر على الدنيا وحاجاتها؛ إلى الهمّ بالدار الآخرة ومواقف القيامة المختلفة، فكل موطن فيها؛ شديد هوله، عظيم كربه!
وقدم من الأعمال ما يسهل عليك ويطلق ساقيك..

ووسع همك! من الإقتصار على نفسك ونجاتها؛ إلى الهمّ بالإسلام وأهله..
فأهل الهمم العالية، والإرادات السامية؛ أشد ثباتا وأكمل إيمانا..

قال ﷺ: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ..).

#خاطرة

لا يليق بعزيز أن يلتمس من الناس حاجته، أو يستجدي عبد مثله!

حتى في قضاء مصالحه ولو لم تتحقق إلا عن طريق أحدهم؛ فإنه يطلبها من الله تعالى، فهو الذي يقضي حوائجه ويسخر له خلقه، وهو المعطي والمانع سبحانه..

ثم يتناول الأسباب تناول المستغني بالله والمتوكل عليه، الموقن بأنها لا تمضي بغير إذنه، وأنها لن تتعطل بعد إذنه، وأنه لا يأتي الخير إلا من عنده،
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

#خاطرة

[وَإنَّ السَّاعةَ لَآتِيةٌ فَاصْفَحِ الصّفْحَ الجَمِيل]

وكأنه سبحانه يذكر عباده المؤمنين باليوم الموعود الذي يقيم فيه الحق والعدل؛ لتطمئن قلوبهم وتنتظر وعده ولقاءه، فلا تبقى حزينة متحسرة.. فالمظلوم يغتاظ ولا يشفى صدره إلا بالعدل والقصاص، فيستحضر أن الظالم لن يفلت بظلمه، بل حسابه عند ربه، وهو سبحانه قوي شديد العقاب.

وكأنه تعالى يوجههم للصفح الجميل بعد أن ذكرهم بالموعد؛ عناية ورفقًا بهم، وحفظًا لأفئدتهم؛ فلا تقتات قلوبهم على القهر، أو تحترق غيظا بغير قدرة على الانتقام، فتتفتت أكبادهم كمدًا..

والله أجلّ وأعلم

#خاطرة

الخبث لا يعلوا، ولكنه يتراكم بعضه فوق بعض، فينتفخ شكله، وينتفش مظهره، فإذا بلغ ذروته، وظُن أنه قَوِيَ وقدر، واستحكم وسيطر؛ أُخِذ أَخْذ عزيز مقتدر.. [إنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقًا].

[‏ وَالْعَصْرِ• إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ•
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ].

#خاطرة

مسار العزة في التوبة..
فالمنهاج مرسوم، والخصم معلوم، والغطاء مكشوف، فتدبرها واستهدِ بها.

قال ابن تيمية رحمه الله:

"فما كان يرضي الإنسان حصوله ويسخطه فقده فهو عبده..
فإنه لا يكون عبدًا لله خالصًا مخلصًا دينه كله لله حتى لا يكون عبدًا لما سواه ولا فيه شعبة ولا أدنى جزء من عبودية ما سوى الله، فإذا كان يرضيه ويسخطه غير الله فهو عبد لذلك الغير"
"لا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل"

#اقتباس | الفتاوى١٠ /٥٩٨-٦٠١

#خاطرة

مجرد انحراف يسير عن البوصلة، كفيل بإخراج المرء عن الطريق! لينحدر عنه، ثم تتوالى السقطات، وينجرف إلى أسوأ المستنقعات!

‏الطريق مستقيم، فتبصّر. واستقم كما أمرت، وتصَبّر.. سُدّ كل التفاتة بتوبة، وضاعف الجهد والعمل بعد كل سقطة..
انهض من جديد ولا تستسلم.
وقاوم كل قاطع لسيرك، فطريق العبور قصير، وغدًا يستريح السائرون، ويفْضُل السابقون

[اهدنا الصراط المستقيم•
صراط الذين أنعمت عليهم].

#خاطرة

اعتنِ بصيتك، واجتهد في تعالي شُهرتك..

قال رسول الله ﷺ :
(ما من عبدٍ إِلَّا ولهُ صِيتٌ في السماءِ، فإنْ كان صِيتُهُ في السماءِ حَسَنًا، وُضِعَ في الأرْضِ، و إنْ كان صِيتُهُ في السماءِ سيِّئًا، وُضِعَ في الأرْضِ)

فكل عبد يُعرف في السماء بأعماله، فإن كانت صالحة انتشر صيته الحسن في الرفيق الأعلى، ثم وضع له القبول والمحبة في الأرض..

وأخص الأعمال التي يصل فيها صيت العبد مكانة عليّة، فيبلغ اسمه وذكره حول عرش ربه؛ ذِكر الله تعالى.

قال النبيﷺ :
(إنَّ مِمَّا تَذكُرون مِن جلالِ اللهِ؛ التَّسبيحَ والتَّهليلَ والتَّحميدَ، ينعطفْنَ حولَ العرشِ، لهنَّ دويٌّ كدويّ النَّحلِ، تُذَكِّرُ بصاحبِها. أمَّا يحبُّ أحدُكُم أن يكون لهُ أو لا يَزالُ لهُ مَن يُذكِّرُ بهِ)

وقال ﷺ :
(عَليكَ بتِلاوَة القُرآن وذِكْرُ الله، فإنه ذِكرٌ لكَ في السّماء، ونورٌ لكَ في الأرض).

#خاطرة

لا أحد يعلم عظمة أن يرضى الله عن عبده، وأن يحبه، وأن يقربه منه ويجعل له المكانة عنده، وأن يباهي به عند أكرم خلقه، وأن يزين جنته بيده، وأن يضاعف حسناته ليزداد نعيمه وتزداد كراماته...

كم يجعل هذا الدين للعبد من قيمة.

قال العليم الحكيم سبحانه:

[ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِن انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ • وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ]

"وإن أدبر هؤلاء المشركون .. فأبوا إلا الإصرار على الكفر وقتالكم؛ فقاتلوهم، وأيقنوا أنّ الله معينكم عليهم وناصركم" - الطبري

"فلا تخافوا تَوليهم فإن الله مولاكم، وهو يقدِّر لكم ما فيه نفعكم حتى لا تكون فتنة"
- ابن عاشور

"يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية‏"
- السعدي

#اقتباس | تفسير (الأنفال: ٣٩-٤٠).

#خاطرة

تعوّد أن تكون صلبًا عزيز النفس، وأن تكون اليد العليا دائما..
فعزة المؤمن عزة لدينه ورفعة له، فهي من الله ولله، لذا هي أغلى عليه من روحه.
وهي مفتاح تحصيل الفضائل، فلا يرضى عزيز النفس بالدون أبدًا، سواء في دينه أو خلقه أو همته أو دنياه وآخرته
ليحقق معنى اليد العليا ويكون في موطن العطاء والقوة والتأثير، شامخًا متعففًا.