هُنا اسَأل اللَّهُ أَنْ يُعمَّر الْأَثَر وننتفع بهِ .
___
"اللهم سخر لي الارض ومن عليها والسماء ومن فيها وعبادك الصالحين وكل من وليته امري وارزقني من حظوظ الدنيا أجملها".
أن تأتي تلك الليلة التي لا نستطيع أن ننام فيها من شدة الجبر أن نلمس ما دعونا به بأيدينا أن نستشعر لذَّة العوض التي تُنسينا مرارة ما فقدنا أن يأتي موعد لا تغادرنا فيه الطمأنينة أبداً
قررت أن أشارككم موقفًا مررت به، وأنا أتمنى أن يستفيد منه الجميع. كنت في فترة من حياتي مهملة جدًا في الأذكار والتحصين، كنت أعتمد بشكل كبير على أختي في تحصيني، فإذا كانت تحصن نفسها وتحصنني معًا كنت أسكت وأقول "عادي" إذا لم تحصنني. كنت محافظة على صلاتي بشكل جيد، سواء الفروض أو السنن أو الوتر أو الضحى، كما كنت مسجلة في تحفيظ قرآن إلكتروني وأحب الاستماع والقراءة.
لكن كنت أحب السهر والجلوس بمفردي في الليل، غالبًا ما كنت أترك أفراد عائلتي ينامون وأبقى مستيقظة على الجوال، أتابع الأفلام أو أستمع لمقاطع الأغاني. أحيانًا، كنت أنظف المطبخ آخر الليل وأنا في عزلة تامة. مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن الفروض بدأت تفوتني، وبعض السنن مثل الوتر والضحى لم أعد أداوم عليها. كما أنني لم أعد أستمتع بنومي، فكنت أستيقظ متعبة وأشعر بالقلق، وكان نومي غير منتظم، فكنت لا أنام إلا 7 ساعات مقطعة.
ثم بدأت أشعر بتغييرات في نفسي؛ أصبحت عصبية وسريعة الزعل، وهو أمر لم أكن أعيشه من قبل. وفي أحد الأيام، قرر أهلي يجلبو شيخ، وعندما رآني وقرا علي، لاحظ أنه فيني مس خفيف نتيجة لعزلتي الدائمة وسهراتي الليلية. نصحني الشيخ بأنني يجب أن أعود للجلوس مع عائلتي وألا أقضي وقتًا طويلاً بمفردي.
الآن، أحاول بجهد أن أعود كما كنت، بل وأحسن إن شاء الله. أبدأ بتقوية علاقتي بالله عز وجل وأحاول أن أداوم على الأذكار وألا أفوت أوقات الصلاة والسنن. كذلك، بدأت أنام مع أفراد عائلتي وأتجنب الوحدة الطويلة.
نصيحتي لكم من خلال ما مررت به هي:
1. لا تستهينوا بالأذكار والتحصين. فهي السلاح القوي الذي يحميك من أي أذى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة" (رواه ابن السني).
2. الابتعاد عن الوحدة لفترات طويلة، خصوصًا في الليل، فهي قد تكون فرصة للشيطان لتسول لنا أفكارًا وأفعالًا ضارة، في الحديث الشريف: "إذا كنت في مجلس فتكلمت، فتحدث ولا تسكت إلا أن يكون هناك خير في السكوت" (رواه مسلم).
3. الإلتزام بالصلاة والسنن: فإن الصلاة هي صلة العبد بربه، وهي الحماية من الشرور. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ" (العنكبوت: 45).
4. الراحة النفسية والجسدية من خلال التوازن بين النشاط والعمل والنوم والعبادة. إذا جعلنا حياتنا مليئة بالعبادة والطاعات، فإن الله سبحانه وتعالى يبارك في راحتنا وتفكيرنا.
ختامًا، أسأل الله أن يعيننا جميعًا على الثبات على ديننا، وأن يحفظنا من كل سوء. اللهم آمين.
نصيحتي لكم: لا تفرطوا في العزلة، وحافظوا على توازنك الروحي والجسدي مع الحفاظ على أذكاركم وصلواتكم. وحين تقوى علاقتك بالله، تجد أن كل شيء في حياتك يصبح أكثر استقرارًا وسلامًا.