كنت أظنها مجرد امرأة أخرى تمضي في زحام الأيام، حتى أزاحت ابتسامتها القناع عن سرٍ دفين، سرٌ ينتمي إلى قصص الخيال وأحلام الطفولة. لا، لا، لن أختبئ وراء الكلمات المعتادة، الحقيقة أنني كنت أخشى أن تعرف هي ذلك، فأنا أعرف أن الجمال الذي تمتلكه لا يليق إلا بالغرور، لكن غرورها كان غائبًا، ربما لأنها ببساطة كانت أبعد من أن تُقاس بمقاييسنا البشرية.
أتذكر كل شيء وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة، أول تحية، أول نظرة، كيف سقطت عيناها عليّ فصارت الأرض تدور بسرعة لم أكن أعيها من قبل. لقد رأيت النجوم تتهادى بين خطواتها، عابرة بخفة من الحلم إلى الواقع. كنت مأخوذًا لا أدرك ما حلّ بي، إلا أنني كنت واثقًا من شيء واحد: تلك اللحظة كانت بداية لشيء لا حدود له.
لا أستطيع أن ألوم قلبي الذي كان يترنح بين الخجل والذهول، يتعلم أن يردد "السلام" بصوت مضطرب، بينما الحروف في عقلي كانت تتصارع مثل جنود في معركة غير مرئية. أقف أمام لوحة المفاتيح مترددًا، أفكر في الرد المثالي، ثم أكتب في النهاية "وعليك السلام يا هدية السماء".
لكن كيف أصفك؟ كل محاولة كانت تتهاوى أمام حضرة ابتسامتك، تلك, التي تحمل بدايات كثيرة ونهايات لا تصل إليها الكلمات. كل لحظة معك كانت تبدو كالأبد، وكأنك السبيل الوحيد للخلود الذي نبحث عنه في الحكايات.
هل تسألين عن حالي الآن؟ أنا مصاب بكِ، فخور بهذه الإصابة، وأحمد الله عليها.
أترين ابتسامتك في هذه اللحظة؟ إنها بداية حكاية لا تنتهي، كقصص أبطال الطفولة التي كنا نسمعها قبل النوم، تلك التي نأمل أن تستمر حتى آخر العمر. يا أنتِ، يا فصلًا جميلًا في روايتي، من أين أبدأ الحديث عنكِ؟ كل ابتسامة منكِ حكاية بذاتها، وكل حكاية هي بداية لحياة جديدة.