هناك في زوايا القلب مساحات لا يلمسها أحد، مساحات تبقى صامتة حتى تأتي لحظة الحب، فتُضاء بلهفة اللقاء الأول. ولكن، في بعض الأحيان، قد يجد الإنسان نفسه في مفترق طرق، حيث يصبح الحب الذي احتضنه يومًا قيدًا، والعشق الذي أشعل نيران الروح يصبح وهجًا باهتًا، لا يكفي ليضيء درب الأيام القادمة.
أن تختار حبيبًا آخر رغم الحب، ليس خيانة للقلب الأول، بل هو اعتراف شجاع بأن الحب وحده لا يكفي. قد يكون هناك مزيج من التقدير، من الرغبة في الأمان أو الفهم، من السعي للانسجام الكامل الذي يعبر عن تفاصيلنا الصغيرة والتي لا يراها أحد سوى من يشاركنا الطريق الجديد.
نعلم أن الاختيار مؤلم، أن الذكريات قد تطرق أبواب القلب ليلاً، وأن طيف الحب الأول سيظل يجوب ممرات الذاكرة، يهمس لنا بصوت الماضي. لكننا ندرك أيضًا أن الحياة لا تنتظر، وأن بعض القرارات تُتخذ ليس لأننا لم نحب بما يكفي، بل لأننا أحببنا أنفسنا بما يكفي لنختار ما يناسب أحلامنا القادمة.
في النهاية، الحب ليس تملكًا، بل حرية في أن تختار الطريق الذي يمسح دموعك، ويرسم ابتسامتك، ويعطيك الأمل بأن القلب الذي أحب مرة، قادر على أن ينبض من جديد، وأن يجد في الآخر مساحة جديدة للفرح، حتى وإن كان الفراق جزءًا من الحكاية